اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
قاسم الحلال
عشنا سنوات ناضلنا فيها بنشاط وهمة في الزمن الذي كانت فيه الشعوب تتحرر بوتائر متسارعة، وكانت أخبار الانتصارات في العالم تصلنا. كنا نفرح حينما نسمع خبراً بانتصار ثورة وطنية أو فوز لقوى التحرر الوطني التقدمية الديمقراطية أو نجاح لقوى الطبقة العاملة في أي بلد. أيامها كان الصراع واضحاً بين الشعوب وبين من يعاديها، حتى بعد هزيمة الفاشية في الحرب العالمية الثانية، حيث كان الصراع مع بقاياها وأذنابها من أصحاب المصالح خوفاً على مصالحهم وجشعهم.
كنا نحرص من جانبنا كقوى وطنية على تلاحمنا الأممي، حيث عقد اجتماع مجموعة وطنية معادية للفاشية من 63 دولة في القاعة الشهيرة ( البرت هول ) Elbert Hall) ) في لندن في العاشر من نوفمبر 1945، وقرروا أن ينشؤوا منظمة عالمية أممية دون التمييز في الجنس أو القومية أو اللون أو الدين، والتحالف بين شعوب العالم للدفاع عن السلام العادل والقضاء على الفقر والظلم والبطالة والتشرد وسواها من مظالم.
وبقى اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي سنيناً يقارع الإمبريالية والفاشية بمنظماتها التي أسندتها الإمبريالية الأمريكية للحرب على قوى التحرروالسلام، وكان الاتحاد علامة ساطعة تنير دروب الشعوب ويقظة للشباب السائر نحو العلم والمعرفة والوعي الاجتماعي، حيث كانت قيادته تجتمع كل ثلاث سنوات، أما الجمعية فتجتمع مرة كل سنة، هذا عدا الاجتماعات الطارئة، وله هيئة عمل تضم الرئيس ونائبه وأمين الصندوق ومكتب سكرتاريا.
يُصدر الاتحاد العديد من النشرات التي لا تحضرني أسمائها للأسف، لكن (المجلة) كانت هي الصحيفة الرسمية التي تعرفنا عليها هنا في البحرين من خلال مهرجانات السلام العالمية التي تقام في جمهورية المانيا الديموقراطية آنذاك التي كانت حصناً عظيماً للثقافة، وبعدها صرنا نشتريها من المكتبات، وقد أمدّتنا بالثقافة وتبادل المعلومات، وكانت مجلة (المجلة) توزع بجميع اللغات في جميع أنحاء العالم، ومن ضمنه الوطن العربي، فكانت منارة لثقافة الشعوب.
من المؤسف أن هذه المهرجانات الثقافية للشبيبة الديمقراطية قد تلاشت اليوم، ونأمل أن نشهد ولادة اتحاد شبيه له يكون أقوى.