“نت فلكس” والهولوكست

0
28

يتناول أحد أفلام “نت فلكس” لهذا العام بعنوان operation finale قصة أدولف أيخمان أحد الرؤوس الكبيرة المدبرة لتهجير اليهود من أوروبا وارتكاب الجرائم الواسعة بحقهم أو ما عُرف تاريخياً بالهولوكوست.

تنطلق أحداث الفيلم من قرار دولة الكيان الصهيوني/إسرائيل إرسال مجموعة من أفراد الموساد إلى الأرجنتين من أجل أسر أدولف أيخمان الذي هرب متخفياً إلى بيونس آيرس وغيّر اسمه وشكله بعد خسارة النازيين في الحرب العالمية الثانية. وبعد نجاح المجموعة في عمليتها تمّ نقل أدولف أيخمان إلى تل أبيب ومحاكمته والحكم عليه بالإعدام شنقاً في عام 1962 وحرق جثتهِ وإلقاء رمادهِ في مياه البحر المتوسط.

في عام 1933 بلغ تعداد اليهود في أوروبا أكثر من تسعة ملايين. وكان معظم اليهود الأوروبيون يعيشون في الدول التي كانت الدولة النازية ستحتلها خلال الحرب العالمية الثانية. قبل عام 1945، قتل الألمان والمتعاونون معهم حوالي اثنين من كل ثلاثة يهودي أوروبي كجزء من (الحل النهائي) وهو السياسة النازية لقتل يهود أوروبا.

يعتقد معظم المؤرخين أن البداية الفعلية للهولوكوست كانت ليلة 9 نوفمبر 1938 حيث اجتاحت مظاهرات غاضبة ضد اليهود العديد من المدن في ألمانيا، وتمّ كسر وتخريب المحلات التجارية لليهود وقتل في تلك الليلة 100 يهودي واعتقل 30.000 وتم إتلاف 7000 محل تجاري و1574 معبد يهودي وسميت تلك الليلة بليلة الزجاج المهشم.

عملية الهولوكوست وبنود الحل الأخير بررتها الفلسفة النازية بكونها طريقة للتخلص ممن اعتبرتهم (تحت البشر) وأن الأمة الألمانية لكونها عرق نقي لها الحق في حكم العالم، وأن العرق الآري يفوق في جودته الأعراق الأوروبية الخليطة مثل الغجر والبولنديون واليهود والسلافيين والألطيين والأفارقة.

من جانب آخر  هناك العديد من الكتب والمنشورات التي تنكر حدوث الهولوكوست، ويمكن اختصار النقاط الرئيسية الذي يثيره هذا التيار بالنقاط التالية:

– إبادة 6 ملايين يهودي هو رقم مبالغ به كثيراً إذ أنه استناداً على إحصاءات أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية كان العدد الإجمالي لليهود في أوروبا 6 ملايين ونصف المليون وهذا يعني أنه في الهولوكوست تم تقريباً القضاء على اليهود في أوروبا عن بكرة أبيهم !

– عدم وجود وثيقة رسمية واحدة تذكر تفاصيل عمليات الهولوكوست.

– التضخيم الإعلامي لمعسكرات الاعتقال المكثف ومعسكرات الموت لا أساس له من الصحة وأن هذه المعسكرات كانت وحدات إنتاجية ضخمة لدعم آلية الحرب.

–  إن الهدف من أكذوبة الهولوكوست هو إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين.

بعيداً عن جدلية حقيقة أو أكذوبة الهولوكوست – محرقة اليهود، فإن ما تردده إسرائيل الصهيونية في وسائل الإعلام المختلفة من تعرض اليهود إلى التهجير والقتل والإبادة على يد النازيين في النصف الأول من القرن العشرين، والطلب من الرأي العام الدولي التعاطف معها باستمرار، هو ذاته ما قامت وتقوم بهِ من جرائم وحشية يُندى لها جبين الإنسانية في حق الفلسطنيين!، وفي الخام لا بدّ من سؤال: هل شركة نت فلكس على مسافة واحدة من فلسطين وإسرائيل، أم أنها منحازه لهذه الأخيرة؟