مرّ العام المائة على ثورة أكتوبر الاشتراكية المجيدة التي كانت ولاتزال حيّة رغم سقوط عملاقها (الاتحاد السوفياتي)، حيث بقى حزبها رافعاً رايته الحمراء التي تحمل شعار (المنجل والمطرقة)، شعار الطبقة العاملة مناضلاً بلا هوادة في كل ربوع روسيا، يناضل ضد الرجعية التي انتعشت بقيادة الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الإمريكية، في مواجهة الصمود الذي دحرت النازية العالمية بقيادة ألمانيا الهتلرية، حيث الحفاظ على المهرجانات والاحتفالات الوطنية والعمالية، الذي لايزال قائماً، عمالاً ومزارعين ومدرسين ومثقفين ، والحفاظ على زمام المراكز الوطنية، ذات المهام الحساسة.
ليس من السهل ان يترك شعب ثورة ذات منجزات عظمى، ثورة أعطت ثمرة وأساساً للنضال العالمي الأممي، فثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى كانت أملاً للتغيير العالمي للشعوب، راسمة تفاؤلاً في ميزان القوى العالمي.
رغم تداعيات السقوط الذي خلق اهتزازات على جميع المستويات، كما خلق شكوكاً عند بعض المناصرين، لكن بثبات الأيديولوجية في ظروف كهذه أثناء العملية النضالية أصبحت عماداً للمفكرين والمثقفين والكوادر، وهذا أكدّ للقوى المناضلة التي تناضل بجهد في هذا الحين، بأن الرجعية لا تستطيع النصر، ولا تستطيع قيادة زمام الأمور.
لقد اعتقدت الكنائس أن دعم أمريكا نصراً لها، ولم تدرك أن هذا الدعم سيرتد عليهم خطراً يداهم كل الوطن بل يداهم اليوم كل شعوب العالم، حيث سيطرة قطب واحد (أمريكا) على العالم بإحكام، وذلك لنهب ثروات الشعوب، واذا كان ذلك يتمّ بالأمس بالخفاء وبحجج واهية، فإنه يتمّ اليوم بطريقة سافرة، ورسم المؤامرات مع شركائهم الذين كشروا عن أنيابهم هم أيضاً.