“رؤية في الأضداد”

0
34

(1)

مع كُلِّ خسارةٍ
أعيدُ دَفترَ أيّامي
لأجدَ أنّ البقاءَ يَأخذُ
كما أن الغِيابَ يُعطي
هل نَخسرُ بالغيابِ
أَم أنّنا نَتحررُ مِن وَهم البقاء؟

(2)
تَركتُ الأبوابَ مُشرعةً
ليسَ لأنّي مُتيقنٌ بأنّكَ سَتأتي
بل لأتيقنَ أَكثر بأنّه ليس هناكَ أحد

(3)
آآهٍ.. لماذا سلكتَ هذا الطريقَ
حَيثُ البدايةُ بِلا نهاية؟
قِيل: اقطَع طَريقَ المَعرفةِ تَعرِف
فكُلّما قَطعتَ، عَرَفتَ أنك لا تَعرِف
إنّ الحَقّ مُعلّقٌ في خَيطِ عَصا الرّاعي
وأنتَ الحِمارُ الذي يَسعى، فَلا يَنالُ إلا التّعب

(4)
طالما اعتقدتَ أنّك حُرُّ مُختار، فَذلك ذُلُّ عُبوديّتكَ
اقطع الأسبابَ تَصل للسبب: العالمُ ضَئيلٌ، الطّبيعةُ قاسِيةٌ، الحَياةُ قَصيرةٌ، وكُلُّ ذلك (هُوَ) قَيدكَ الذي فِيهِ تَسير.

(5)
طَرقتُ بابَ الحانِ
أرخيتُ رَأسيَ
على قَلبِ السكرانِ
فلم أَجِد إلا الله

أتيتُ بيتَ البغاءِ
أعطيتُ البغي ذهبًا
فلم تكتفِ
أعطيتُها قلبًا
فَلم تَسكن إلا إليه

أدركتُ حينها إلامَ يفتقرُ العالم

(6)
رَأيتُ مَرّةً أنّ النّار
داخلةٌ في الماءِ
لا شَيءَ ينطَفِئُ
ولا شَيءَ يَحترِقُ
لطالما تَمنيتُ
أن يَكونَ ذَلكَ هُوَ قَلبي
ولكنّه غالبًا ما يُطغى عليه
فإذا لَم يَكُن لي على هذا أَمرُ
فَكيفَ لي عَليكُم أَمرُ؟

(7)
المُنشَغِلُ بِتهذيبِ العالَمِ
مُنشغِلٌ عَن تَهذيبِ نَفسه