الخطوط الحمر في النزاع الروسي – الأوكراني

0
18

بقلم: هيئة التحرير

Monthly Review

ترجمة غريب عوض

في ضوء الأحداث الجارية في أوكرانيا، نجعل الملاحظات من هيئة التحرير لعدد شهر أبريل 2022 من مجلة Monthly Review مُتاحة على الفور.

بينما نكتب هذهِ المُلاحظات في بداية شهر آذار/ مارس عام 2022، تحولت الحرب الأهلية المحدودة التي استمرت ثماني سنوات إلى حرب شاملة. وهذا يمثل نقطة تحوّل في الحرب الباردة الجديدة ومأساة إنسانية عظيمة. ومن خلال التهديد بالمحرقة النووية العالمية، فإن هذهِ الأحداث تُهدد العالم بِأسرهِ. ولفهم أصول ومنابع الحرب الباردة الجديدة وبداية دخول روسيا الحالي في الحرب الأهلية الأوكرانية، فإنهُ من الضروري العودة إلى القرارات المُرتبِطة بإنشاء النظام العالمي الجديد التي تمّ اتخاذها في العاصمة الأمريكية واشنطن عندما انتهت الحرب الباردة السابقة بتفكك الإتحاد السوفيتي في عام 1991. وفي غضون أشهر قليلة، أصدر Paul Wolfowitz، الذي كان وقتها وكيلاً لوزارة الدفاع للشئون السياسية في إدارة الرئيس السابق George H. W. Bush، دليل تخطيط دفاعي ينص على: “يجب أن تُعيدُ سياستنا [بعد سقوط الإتحاد السوفيتي] الآن التركيز على منع ظهور أي مُنافس عالمي مُستقبلي مُحتمل.”

وأكد Wolfowitz بأن “روسيا ستظل أقوى قوة عسكرية في أوروبا وآسيا.”ولهذا فإن جهوداً غير عادية ضرورية لإضعاف الموقع الجغرافي السياسي لروسيا إلى الإبد وبشكل لا رجعة فيه، قبل أن تكون في وضع يمكنها من التعافي، وإدخال كلُ تلك الدول المحيطة بها الآن في المدار الإستراتيجي الغربي.والتي كانت في السابق إما أجزاء من الإتحاد السوفيتي أو التي كانت سقطت في نطاق نفوذها (مُقتطفات من خطة البنتاغون:”منع عودة ظهور منافس جديد”، مجلة نيويورك تايمز، 8 مارس، 1992).

اعتمدت واشنطن وجميع المُخططين الإستراتيجيين الأمريكيين البارزين توجيهات Wolfowitz للتخطيط الدفاعي، والذين عادت وجهات نظرهم في تلك المرحلة بشكل مُتزايد إلى المذاهب الجيوسياسية الكلاسيكية التي قدمها Halford Mackinder في الإمبراطورية البريطانية قبل الحرب العالمية الأولى، والتي طوّرها Karl Haushofer في ألمانيا النازية و Nicholas John Spykman في الولايات المتحدة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. كان Mackinder هو الذي قدّم في عام 1904 فكرة أن السيطرة الجيوسياسية على العالم اعتمدت على الهيمنة على آسيا وأوروبا (كتلة الأرض الرئيسية للقارتين الأوروبية والآسيوية)، والتي أشار إليها بإسم Heartland أرض القلب. وشكّلت بقية آسيا وأفريقيا مع أرض القلب جزيرة العالم. وهكذا نشأت مقالتهُ التي كثيراً ما يتم اقتباسها:  “من يحكم أوروبا الشرقية يتحكم في أرض القلب/ من يحكم أرض القلب يتحكم في جزيرة العالم/ من يحكم جزيرة العالم يتحكم في العالم”.

كانت هذهِ العقيدة الجيوسياسية، مُنذُ البداية تهدف إلى الهيمنة على العالم وحكمت الإستراتيجية الإمبريالية للدول الرأسمالية الرائدة مُنذُ ذلك الحين، في شكل ما يُشار إليه عموماً بإسم “الإستراتيجية الكُبرى”. لكن في حين أنها كانت تُملي تفكير شخصيات الأمن القومي الأمريكية مثل Henry Kissinger وZbigniew Brzezinski، فقد تمّ التقليل من أهمية الجغرافيا السياسية لفترة طويلة في المجال العام بسبب التماثل الشعبي لها مع مذاهب ألمانيا النازية. ومع ذلك، مع زوال الإتحاد السوفيتي ونمو الولايات المتحدة كقوة أُحادية القُطب، تم إعلان الجغرافيا السياسية وعقيدة أرض القلب مرة اُخرى علناً من قِبَل المُخططين الإستراتيجيين الأمريكيين، مما أدى إلى إنشاء استراتيجية إمبراطورية جديدة بعد الحرب الباردة

(John Bellamy Foster، “الجغرافيا السياسية الجديدة للإمبراطورية”، مجلة Monthly Review 57، العدد 8 [يناير/كانون الثاني 2006]).

كان بريجنسكي Brzezinski أهم مهندس لهذه الإستراتيجية الإمبريالية الجديدة، الذي كان في وقت سابق، مستشاراً للأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق Jimmy Carter، قد نَصَبَ الفخ للسوفيت في أفغانستان. كان بتوجيه من Brzezinski، بعد توجيه سري وقَع عليه الرئيس Carter في تموز/ يوليو 1979، إن وكالة المُخابرات المركزية، بالتعاون مع قوى الإسلام السياسي المُمتد من باكستان محمد ضياء الحق إلى العائلة المالكة السعودية، قامت بتجنيد وتسليح وتدريب المُجاهدين في أفغانستان. أفضى حشد وكالة المُخابرات المركزية الأمريكية للمُجاهدين والجماعات الإرهابية المُختلِفة في أفغانستان إلى التعجيل بالتدخل السوفيتي، مما أدى إلى حرب لا نهاية لها ساهمت في زعزعة استقرار الإتحاد السوفيتي نفسه. وعلى الإستفسارات حول ما إذا كان نادماً على إنشاء قوس الإرهاب الذي كان سيؤدي إلى أحداث 11 أيلول/ سبتمبر وما بعدها، رد Brzezinski (الذي كان في صورة واقفاً مع مُقاتلي المُجاهدين) بالقول ببساطة إن تدمير الإتحاد السوفيتي كان يستحق كُلُ هذا العناء (Natylie Baldwin، إستراتيجية Brzezinski الإمبريالية المجنونة، بيت Natylie 13 أغسطس 2014؛ Ted Sinder، العيش مع فوضى Brzezinski”، Antiwar.com.، 26 أغسطس 2021، “نَبؤة بريجنسكي حول أوكرانيا ، تقرير تيلر، 15 فبراير 2022).

ظلّ Brzezinski مستشاراً رئيسياً لإدارات رئاسية أمريكية لاحِقة ولكن لم يكن لديه دور رسمي بارزاً، نظراً لسمعتهِ كسياسي مُتشدد ونظرتهِ السلبية للغاية في روسيا، التي كان لها في أوائل التسعينيات في عهد الرئيس بوريس يلتسين علاقة وثيقة تشبه الدُمية إلى واشنطن. ومع ذلك، أكثر من أي مفكر ستراتيجي أمريكي آخر، كان Brzezinski هو من وضع استراتيجية الولايات المتحدة الكبرى بشأن روسيا والتي تمّ سنها على مدى ثلاثة عقود من قِبَل إدارات أمريكية مُتعاقبة. وتداخلت حروب حلف شمال الأطلسي التي فصلت عضوية يوغوسلافيا في التسعينيات مع بداية توسع حلف الناتو بإتجاه الشرق. كانت واشنطن قد وعدت الكرملين تحت قيادة ميخائيل غورباتشوف، في وقت إعادة توحيد ألمانيا، بأن حلف الناتو لن يتوسع “شبراً واحداً” إلى الشرق تجاه دول حلف وارسو السابقة. ومع ذلك، في تشرين الأول/أُكتوبر عام 1996، صرح Bill Clinton، أثناء حملتهِ لإعادة إنتخابهِ رئيساً للولايات المتحدة بأنهُ يُفضل توسع حلف الناتو تجاه المجال السوفيتي السابق وفي السنة التالية تمّ وضع سياسة حيز التنفيذ، تبعتها جميع الإدارات الأمريكية اللاحقة. وبعد ذلك بوقت قصير، في عام 1997، نَشَرَ Brzezinski كِتابهِ، The Grand Chessboard لوح الشطرنج الكبير: الأولوية الأمريكية وضروراتها الجيوستراتيجية، والذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة كانت في وضع “لأول مرة على الإطلاق [القوة غير أوروبية آسيوية”] أن تُصبِح الحَكَمْ الرئيسي لعلاقات القوة الأوروبية الآسيوية”، بينما تُشكّل أيضاً القوة العُظمى في العالم”. وبهذهِ الطريقة، ستُصبِح الولايات المتحدة “أول” و “آخر” إمبراطورية عالمية.

لكي يُهيّمن حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة على أوروبا وآسيا، أولاً كان من الضروري بالنسبة له أن يكسب الأسبقية على ما أسماه Brzezinski “الثقب الأسود” الذي خَلّفهُ مُقادرة الإتحاد السوفيتي للساحة الدولية. وهذا معناه السعي وراء تقليص حجم روسيا إلى الدرجة التي لا تستطيع الزعم أنها قوة عُظمى. أصر Brzezinski على أن “المحور الجيوسياسي” الرئيسي الذي انعكس عليه هذا الإتجاه كان أوكرانيا.

بإستثناء أوكرانيا، تمّ إضعاف روسيا بشكل لا رجعة فيه، في حين أن أوكرانيا التي تمّ دمجُها كجزء من الناتو ستكون خنجراً في قلب موسكو. ومع ذلك، يُحذر، أن أي مُحاولة لتحويل أوكرانيا ضد روسيا، سَيُعتبر تهديداً أمنياً خطيراً، خطاً أحمر، عند روسيا نفسها. إذن، هذا يتطلب “توسعة حلف الناتو،” توسعتهِ إلى أوكرانيا، نقل الأسلحة الإستراتيجية إلى الشرق، بهدف كسب السيطرة على أوكرانيا بحد ذاتها في النهاية. إن سن هذهِ الإستراتيجية الكبرى من شأنهِ أن يجعل أوروبا، ولا سيما ألمانيا، أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة، مما يُقوض استقلال الإتحاد الأوروبي (كتاب “لوحة الشطرنج الكُبرى” لـ Brzezinski).

وبطبيعة الحال، هناك مخاطر للعبة الكُبرى. يُجادل Brzezinski، على الرغم من أن الولايات المتحدة ينبغي عليها دعم توسع حلف الناتو إلى جهة الشرق حتى الإتحاد السوفيتي السابق، مُتوغل إلى داخل أوكرانيا، التي تشترك مع روسيا في حدود طولها 1,200 ميل، أشار إلى أنه إذا نجح هذا، فإنهُ حتماً سيرمي بروسيا بين ذراعي الصين. وقد تُشكل الصين مع روسيا “كُتلة مُضادة للهيمنة” مُعارِضة للولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تضمّ إيران أيضاً. ستكون النتيجة وضعاً جيو سياسياً مُشابهاً للحرب الباردة المُبكرة في أيام الكتلة الصينية السوفيتية، على الرغم من أن هذهِ المرة مع روسيا الأضعف بكثير والصين الأقوى بكثير. وكانت الإجابة على هذا في ذهن Brzezinski، هي الضغط على الصين من خلال تايوان وهونغ كونغ، وكذلك على شبه الجزيرة الكورية، ومن خلال حملة لتحالُف موسع يتمركز في اليابان وأُستراليا. وهذا سيضع الولايات المتحدة في موقف مواتٍ لِمُحاربة كُلٌ من الصين وروسيا.

ومع ذلك، في كُلُ هذا، وفقاً لعقيدة Brzezinski، بَقيتْ أوكرانيا هي المُفتاح كش ملك لروسيا، والحلقة الضعيفة التي يمكن بواسطتها لواشنطُن أن تكسب السيطرة على أوروبا وآسيا. كانت الهيمنة الكاملة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على أوكرانيا بمثابة تهديد فعلي لموت روسيا، وربما كان يُشيرُ، تحت ضغطٌ إضافي، إلى تفككها إلى دول صغيرة. عندئذٍ ستنهار الصين أيضاً من غربها الأقصى. (Brzezinski، كتاب، لوح الشطرنج الكبير، 1997).

يجب أن تكون العلاقة بين إستراتيجية “لوح الشطرنج الكبير” التي وضعها بريجنسكي Brzezinski وبين الإجراءات التي اتخذتها واشنطن بالفعل على مدى العقود الثلاثة الماضية واضِحة. مُنذُ سقوط حائط برلين في عام 1989، قام حلف شمال الأطلسي NATO بإبتلاع خمسة عشر دولة، جميعها جهة الشرق، والتي كانت سابقاً أعضاء في حلف وارسو أو كانت مناطق ضمن الإتحاد السوفيتي. في شرقها، على امتداد حدود روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، لقد شَهِدَ حلف الناتو تجمعاً عسكرياً كبيراً. فلهُ حالياً وجود عسكري جوي في إستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا، وبولندا ورومانيا . وتحتشد القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو مُتعددة الجنسيات في إستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا، وبولندا، ورومانيا . وتقع منشآت الدفاع الصاروخي لحلف الناتو في بولندا و رومانيا. الهدف من كل هذهِ المشآت العسكرية الأمامية (ناهيك عن تلك الموجودة في وسط وغرب أوروبا) هو روسيا. في عام 2008، صرح حلف الناتو أنهُ في النهاية ينوي ضمّ أوكرانيا عضواً في حلف الناتو (“هذا هو المكان الذي تنتشرُ فيه قوات التحالف عبر أوروبا الشرقية،” قناة CNN، 10  شباط/ فبراير 2022؛ “لماذا أرادت روسيا ضمانات أمنية من الغرب،” مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، 27 شباط فبراير 2022؛ إعلان مؤتمر القمة في بوخارست،” مُعاهدة منظمة شمال الأطلسي، 3 نيسان/أبريل 2008).

في عام 2014، ساعدت واشنطن في هندسة إنقلاب عسكري في أوكرانيا مُطيحاً بالرئيس المنتخب ديمقراطياً فيكتور يانوكوفيتش Victor Yanukovych. كان يانوكوفيتش صديقاً مع الغرب. ولكن في وجه شروط مالية فرضها صندوق النقد الدولي، لجأت حكومتهِ إلى روسيا من أجل المُساعدة الإقتصادية، وأغضبت الغرب. وأدى هذا إلى إنقلاب ميدان بعد أشهُر فقط، مع اختيار الزعيم الأوكراني الجديد من قِبَل الولايات المتحدة. وتم تنفيذ الإنقلاب جزئياً من قِبل القوات النازية الجديدة، التي لها جذور تاريخية في القوات الفاشية الأوكرانية التي ساعدت في الغزو النازي للإتحاد السوفيتي. وتتركز هذهِ القوات اليوم في منطقة أفون باتليون Avon Battalion، وهي الآن جزء من الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا. وأدت هيمنة القوى القومية اليمينية الأوكرانية المُتطرِفة وجماعات رِهاب الروس على أوكرانيا نتيجة للإنقلاب إلى تمردات في منطقة دونباس الشرقية من البلاد وإلى قمع وحشي، حيثُ تمّ حرق أكثر من أربعين شخصاً أحياء في مبنى نقابة العمال العامة في منطقة أوديسا التي فروا إليها، على يد قوى اليمين (Bryce Green، “ما الذي يجب أن تعرفه في الحقيقة عن أوكرانيا،” FAIR، 24 فبراير 2022؛ David Levine، تقرير مجلس أوروبا حول مذبحة اليمين المُتطرف في أوديسا،” موقع كلمة الإشتراكية، 91 يناير 2016).

في أعقاب الإنقلاب، قررت شبه جزيرة القرم التي يغلب على سكانها النطق باللغة الروسية الإندماج مع روسيا من خلال استفتاء أُعطى لشعب القرم أيضاً خيار المُضي قُدُماً كجزء من أوكرانيا. وفي غضون ذلك، أنفصلت منطقة دونباس الناطقة بالروسية إلى حد كبير في الجزء الشرقي من البلاد عن أوكرانيا، رداً على القمع العنيف ضد العِرق الروسي الذي أطلقت لهُ العنان الحكومة اليمينية الجديدة . ونتج عن هذا تشكيل شعبين لجمهوريتي لوغانسك ودونتسك ضمن حرب أهلية في أوكرانيا. تلقت لوغانسك ودونتسك دعماً عسكرياً من روسيا، في حين تلقت أوكرانيا دعماً عسكرياً غربياً أكبر من أي وقت مضى، وبدأت بشكل فعال العملية طويلة المدى لدمج أوكرانيا في حلف الناتو (Arina Tsukanova، “إذن من الذي ضمّ شبه جزيرة القرم آنذاك،” مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، 28 آذار/مارس 2017؛ “ما هي جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية،” مؤسسة الثقافة الإستراتيجية، 28 شباط/فبراير 2022).

في حرب أوكرانيا على السُكان الناطقين بالروسية في جمهورية دونباس الإنفصالية، قُتِلَ ما يُقارب 14,000 شخص، ونزح حوالي 2.5 مليون من السُكان من مناطقهم، معظمهم لجأ إلى روسيا. وأنتهى الصراع الأساسي بتوقيع في عام 2014 – 15 إتفاقيات مينسك Minsk من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، وصادق عليها مجلس الأمن في الأمم المتحدة. وفقاً لهذهِ الإتفاقيات، كان من المُقرر منح دونيتسك ولوهانسك الحق في الحكم الذاتي، رغم بقائهما في أوكرانيا. ومع ذلك، استمر الصراع العسكري واشتد مرة أُخرى في نهاية المطاف. في شُباط/ فبراير عام 2022، كان هناك 130,000 من القوات الأوكرانية تُحاصر وتُطلق النار على مدينتي لوغانسك ودونيتسك، وتُمزق اتفاقيات مينسك بشكل فعال (عبدالرحمن، “ما هي إتفاقيات مينسك – وما دورها في الأزمة الروسية الأوكرانية، “20 شباط/فبراير عام 2022؛ “من الذي يطلق النار على من ومن يكذب بشأنهِ؟” قمر ألاباما، 20 شباط/فبراير عام 2022).

أصرّت روسيا على الالتزام باتفاقيات مينسك جنباً إلى جنب مع المُطالبة بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي NATO ووقف التعزيزات العسكرية السريعة المدعومة من الولايات المتحدة في أوكرانيا الموجهه ضد جمهوريات دونباس. وصرح فلاديمير بوتين Vladimir Putin  أن هذهِ المطالب كانت جميعها “خطٌاً أحمر” لأمن روسيا، والتي لو تمّ تجاوزها ستُجبرُ موسكو على أن تتخذ إجراءاً مًضاداً. وعندما واصلت أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي الذي تُهيّمنُ عليه الولايات المتحدة تجاوز الخطوط الحمراء، تدخلت روسيا على نطاق واسع في الحرب الأهلية الجارية في أوكرانيا بالتحالف مع دونيتسك ولوغانسك.

إن الحرب جريمة ضد الإنسانية واليوم الحرب بين القوى العُظمى تُهدِدُ بالتدمير الكامل. الجواب الوحيد هو أن نُعطي للسلام فُرصة، والتي تتطلب إيجاد حلٌ يضمن أمن جميع الأطراف في الحرب الأهلية في أوكرانيا وفي روسيا أيضاً. وعلى المنظور البعيد، يجب أن نُدرِك بأن الحرب تستوطن الرأسمالية، وأن قوى مثل روسيا وحلف الناتو رأسمالية. وحدها العودة إلى المسار الإشتراكي فقط في كُلٌ من أوكرانيا وروسيا يمكن أن يقدّم حلاً دائماً.