الأوراق التي اصفرّت في الأدراج

0
4

يكمن التجديد والتغيير في الشباب. من هذا المنطق يأمل الشارع في تغيير حقيقي من التشكيل الوزاري الجديد يحقق ما تعطل من ملفات مستحقة للمواطنين فيما يتعلق بالتعليم والصحة والعمل والإسكان. وعلى الرغم من ان آمال الناس كانت كبيرة حينما بدأت الأخبار تتوارد بشأن وجود تعديل وزاري وشيك إلا أن التغيير الواسع في المجلس الوزاري خفف من وطأة تلك الآمال بتغيير رأس الهرم في وزارات بعينها.

جاء التعديل الوزاري بعد عدة أسابيع من مقال لرئيس تحرير صحيفة محلية قال فيها بأن: “أغلب المسؤولين يتهربون من لقاء الصحافة، ويرفضون إمداد الصحف بأي معلومات تتعلق بمسؤولياتهم ومجال عملهم”، واعتبر بأنهم: “يقومون بذلك ليس كرهاً في الصحافة، وإنما خوف مما يعتقدون بأنه خطر يمكن أن يهدد مناصبهم ومواقعهم”. وأضاف بأن: “الأغلبية الساحقة من المسؤولين لا يقبلون النقد من أي نوع وعلى أي مستوى ولا يتحملونه بل يضيقون به ذرعاً”.

وأشار المقال في إحدى فقراته إلى أنه: “من دون الحرية في التغطية الصحفية وفي الطرح والتناول والرأي والتعليق، يستحيل أن نتحدث عن تطور الصحافة (…) حرية الصحافة هي في جوهرها انعكاس وتجسيد للحرية في المجتمع بصفة عامة”.

التغيير المنشود من الوزراء الشباب والدماء الجديدة التي ضخت في قصر القضيبية هو بفتح صفحة جديدة مع الصحافة والإعلام وإعادة ثقة الناس بالسلطة الرابعة لتأخذ مكانها الطبيعي بين السلطات الثلاث. والتغيير المنشود كذلك هو ما يرنو إليه المواطن الذي لم يجد سوى المناشدات لإيصال شكواه والمطالبة بحقوقه، أبواب الوزارة قبل ان تفتح للمواطنين يجب ان يترجم ذلك بأفعال لا شعارات عريضة.

 يجب إعطاء كل ذي حق حقه لا أن يصل الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تسليط الضوء على مشاكل الناس، فالسؤال أمرّ من الحاجة. الملف المعيشي من أهم اختبارات الوزراء الجدد، وكل يوم يمضي سيكون سؤال الناس أكثر إلحاحاً عن النتائج والوعود والآمال التي ملّت الانتظار، والأوراق التي اصفرّت في أدراج وزارات الإسكان، والعمل، والصحة وغيرها.