ورحل شقيق الروح ابو لطيفة الإنسان

0
27

إنّ السيرة الطيّبة للأفراد وعلى الأخص من تكون لهم بصماتهم التاريخية في حياة البشر والجماعات على اختلاف واقعها ومراحلها التاريخية وأثرها في واقع الحياة الإنسانية للجماعات البشرية تظلّ حدثاً تاريخياً ثابتاً لا يختفي مع الرحيل بل هي رسالة إنسانية تبقى ثابتة في ملف الذكريات التاريخية ومدرسة إنسانية تنير مسيرة العمل الإنساني، هنا تتجسد شخصية وأعمال ومواقف شقيق الروح ابو لطيفة الإنسان الذي لم يرحل بل يظل شعاع نوره ينير ذكرياتنا التاريخية.

بدايات لقائنا مع شقيقنا الراحل كان في صيف 1977م ومنذ مقابلتنا الأولى والاستماع الى حديثه الممزوج بالروح المرحة التي تتميز بالبساطة وصفاء النفس والروح تبدي وتظهر عمق القيم الإنسانية في مكونه الشخصي والروحي وأكد ذلك التشخيص لمكونه الشخصي في مسيرة علاقتنا التي امتدت الى البحرين عندما غنمنا ثمرة المشروع الاصلاحي لجلالة ملك البلاد بالعودة الى أرض الوطن.

أن ثقافة الحرص الإنساني هي القيمة التي تميز بها شقيقنا الراحل في علاقاته وتجسد ذلك في إثراء من يتعامل معهم بالحكم الحياتية المتجسدة في توجيهاته بالاعتدال في العلاقة مع الآخرين ومعالجة المواقف بروية وحكمة والاهتمام بالتحصيل الدراسي، تلك المهمة التي دفعت عدداً من الطلبة بالتوجه الى الخارج لنيل التحصيل العلمي، والعمل في سياق ذلك ومد يد العون لمن تعثر في مشروعه الدراسي لأسباب التقصير وأخطاء شخصية وهناك من هؤلاء الذين تمكنوا من نيل شهادة التخرج والعودة إلى أرض الوطن والاستفادة من تحصيلهم العلمي في تبوء مراكز مهمة في سلم الكادر الوظيفي في البلاد.

العلاقة التي بنيت في مسيرة حياتنا الطلابية في خارج الوطن وبنت ثوابت العلاقة القويمة الممزوجة بروح الانتماء الى الأرض التي ابصرنا نور الحياة عليها تواصلت بكل حب الى هذه الأرض والحرص على تبادل المواقف والاراء وابتكار المفيد في دعم مسيرة القارب الوطني لتعزيز مسيرة المشروع الوطني للتنمية المستدامة ذلك ما تجسد في مقترحه للعمل على إنشاء جمعية بيئية تسهم في دعم الحراك البيئي الواعي، ذلك ما دفعنا في إعداد وثيقة تأسيس جمعية البحرين للبيئة التي ضَمّت طيفاً من نشطاء العمل الاجتماعي البيئي.

ثقافة الحكمة والاعتدال الصفة التي تميز بها شقيقنا الراحل في مواقفه وظلت تلازم مسيرة حياته وهي الثقافة التي أكدت حضورها في الآراء التي كان يؤكدها في الندوات واللقاءات في المجالس الشعبية، وتلك هي الميزة التي تظل في ذاكرة الأفراد ويظلون يؤكدون على قيمتها في مسيرة العمل الاجتماعي والوطني.

الحقيقة كنت قريبًا من شخص شقيقنا الراحل وكان اخًا عزيزًا لم يبخل بتوجيهاته المليئة بالحكم التي غنمها في مسيرته الحياتية بمختلف منعطفاتها وتجلياتها التاريخية وتظل نبراساً تنير دروب الحياة وتنير تاريخ شقيقنا الراحل في مسيرة العمل الإنساني في بلادنا.