مخافة أن تسيل دموعي الأخيرة
زممتُ شفتي بقوة
اغترفتُ في فمي الكثير من الكلمات
وأطبقته بعناء
فأي حديث يليها
سيبدو هشاً أمامها..
خوفاً منها..
أغمضتُ بعمق
كأنما أقبض بأهدابي على جمرتين
وعرفت أن..
الدموع لا تسقط من مقلتيها أولاً..
لا تشيّع العاشقة قلبها من أول خيبة
تصر على إطعامه بالأمل
ترعاه كطفل خديج
يجهضها القنوط مراراً
تعض على روحها وتصمت
تأكل الحنين في رغيفها
تتجرعه لتمضي ببساطة
جثة هزيلة..
تحتضر وتعيش تحت رحمة الوقت
***
أسكب حناني بتمهلٍ في جيوب الوقت..
أدرك كيف تبدو صور العمر قابلة للتماهي والطيْ في روح إنسان آخر
حتى يذوب قلقه
يمشي بجسارة بعد عثراته
يمشي على ماء الطمأنينة..
فيأخذ كل شيء هيئته الأولى
كل شيء
حتى قلبي
***
أخبرني كم عدد الأحياء الذين يشبهون الستائر الداكنة التي تبكي كل يومٍ في الظلام دون أن يخترقها ضوء الصباح وتفاصيله؟
***
ولأني حيرى أبكي
ولأنك شاعر تغرق
كلانا بحاجة لموضع طمأنينة واحدة
لو أدركناه لماتت القصيدة
***
تنسى في لحظةِ زهوٍ
قلبك مفتوحاً على الشُطآن
تنسى بما يشبه السهو
كيف ينام الليلُ على مواويل الأمس
كيف يغمر المدّ طين إيمانِك..
الرمل يئدُ بنات الشكِ في الصدر العنيد
الشمس لا تَحجُب..
حرارة النبرة
برودة الدمع
سباق الدم في الوجنات..
لا أنت ابن غواصٍ يفتحُ المحار بالنجوى
لا أمك أغاني الشوقِ على قرميد النجمات..
***
لم أشعر بأني شطران
إلا حين أخذني عناقك
التحم نصفي الأيمن بالأيسر
وعدتُ.. حورية بحر