بقلم: Sophie Boulter
ترجمة: غريب عوض
ممكن أن تكون جيورجيا ميلوني Giorgia Meloni أول رئيس وزراء أُنثى في إيطاليا بعد انتخابات مبكرة في 25 أيلول/سبتمبر القادم. إن نهوضها السياسي ليس قضية معزولة: تزدهر النزعة النسوية في جميع أنحاء أوروبا، تُخفي التطرف على إنه الخيار السائد التالي والمقبول اجتماعياً.
في الآوِنة الأخيرة، بَعَثت جيورجيا ميلوني Giorgia Meloni، زعيمة حزب إخوان إيطاليا ما بعد الفاشية في إيطاليا، بِمُذكرة تُحذر فيها أعضاء الحزب من أداء التحية الرومانية، وهي لفتة سياسية تُذكرنا بالحزب النازي لأدولف هتلر Adolf Hitler. وجيورجيا ميلوني، التي تُشير إلى بينيتو موسوليني على أنهُ “شخصية مُعقدة”، والتي تقيم بشكل روتيني في المبنى الذي كان يتردد علية أتباع موسوليني الفاشيون، تقوم برقصة دقيقة كقائدة لحزب يميني مُتطرف.
وكغيرها من السياسيين اليمينيين في أوروبا، تُريدُ أن تقود حزب أخوان إيطاليا داخل التيار الثقافي والسياسي السائد. وخلافاً للكثير من القادة الوطنيين الشعبويين، تُروج ميلوني لسياسة خارجية مؤيدة لحلف شمال الأطلسي NATO، وتنتهج سياسة خارجية مُعادية لروسيا بينما تضع المُهاجرين كبش فداء بسبب مشاكل إيطاليا. ومع ذلك، فهي مُحافِظة اجتماعيا بأساليب معروفة. فهي غالباً ما تضع الأُمومة في صميم اهتماماتها، وبدأت مُذكرتها بتحذير مشؤوم لخصومها: “إذا كان هذا سينتهي “بالنار”، فقد حذرت، “إذن علينا أن نحترق جميعاً.
وهذه “النار” الفاشية التي تُشير إليها ميلوني Meloni وتوقدها تشتعل الآن في جميع أنحاء أوروبا، وهي ليست بمفردها ترعى ألسِنَة اللهب. في الواقع صعدت العديد من النِساء إلى السُلطة عبر بلدان القارة الأوروبية كواجهة لخطاب وسياسة اليمين المُتطرف: للفاشية وجه أنثوي. ماذا يعني ذلك عملياً – وكيف تبدو المُعارضة؟
نموذج ميلوني Meloni
ترسم ميلوني Meloni التوازن الدقيق الذي يجب أن تلتزم فيه مثل أولئك النِساء. يزعم مؤيديها بأنها “تمتلك الشجاعة”، ولكنها أيضاً ذات شخصية جذابة وصادِقة، تتأرجحُ بين الشعبوية والفاشية، فهي تُقدم تأثيراً مُعتدلاً على حزبها، لكنها لا تستطيع تعديل مواقفهِ كثيراً خشية أن يفقد جاذبيتهِ.
لقد كان العمل التوازني لميلوني Meloni ناجحاً. فهي على الطريق لتكون أول امرأة إيطالية رئيسة وزراء، تلتحق بمراتب القيادات النسائية الأُخريات لليمين المُتطرف عبر أوروبا: ميرين لوبان Marine Le Pen في فرنسا، وسيف جنسين Siv Jensen في النرويج، وبيتا سيدلو Beata Szydlo في بولندا، والكثيرات غيرهُن. وتأتي قيادتهُن حيثُ تُصوت المزيد من النِساء لمرشحي أحزاب اليمين المُتطرف، على الرغم من أن هذهِ الأحزاب تُمارس في الكثير من الأحيان سياسات تُقوض حقوق المرأة، مثل الوصول إلى الرِعاية الإنجابية.
إذن، كيف يجتذب اليمين المُتطرف عدداً أكبر من النِساء أكثر من أي وقت مضى؟ يبدو أن الجواب هو كُلهُ في التعبئة، ولكن بالطبع، ليس الأمرُ بهذهِ السهولة. استراتيجيات مختلفة تُلائم مُرشحين مُختلفين، الأمرُ يعتمد على شهية الجماهير والثقافة السياسية للأمة. فالدول المُحافِظة تميلُ إلى المرأة التقليدية، ولكن الدول الأكثر تقدمية تميل إلى المرأة التقدمية الانتقائية – امرأة قد تكون أيضاً، في الكثير من الأحيان في سياستها، مُحافظة.
تقدم بعض نِساء اليمين المُتطرف أنفُسِهن على إنهن مُترشحات تقليديات يتمحورن حول الأُسرة ويقبلن السُلطة بتواضع. وهذا الموقف يُساعدهن على القيادة دون خلق التصور على أنهُن مُناهِضات للنسوية. وميلوني Meloni من هذا النوع؛ فهي تُمجّد وتُعظّم القيم العائلية، وتدعي بشكل مُخادع أن ترقيتها كأول رئيسة وزراء في إيطاليا سيكون “شرفاً عظيماً”. وفي الوقت نفسه، سعت ميلوني Meloni بشغف إلى قيادة الحزب، ولا تدعم جميع العائلات: على سبيل المِثال تستبعد آراءها المُتطرفة حول الهجرة، رعاية العائلات غير الإيطالية ثقافياً.
ومن موقعها كأم لأسرة “تقليدية” غير مُتجانسة تنتقد ميلوني Meloni حقوق مجتمع مثلي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمُتحولين جنسياً، وتُعارض الإجهاض. وكغيرها في اليمين المُتطرف حول العالم، تتخيّل هي أيضاً أن الثقافة الوطنية الإيطالية تتعرض للهجوم، ليس من جانب الهجرة فحسب، بل من جانب الحياة الحديثة في حد ذاتها.
وفي سيرتها الذاتية، تعبر ميلوني Meloni أيضاً عن مخاوفها حول ضعف إيطاليا أمام “التصحيح السياسي” الذي يُشير إلى نظريات التآمُر على السامية. وعلى حد تعبيرها، “التصحيح السياسي – الكتاب المُقدس الذي تُريد نخبة عديمة الجنسية وعديمة الجذور فرضه – هو أكبر تهديد للقيمة التأسيسية للهويات”. وهي تدعو إلى دولة قوية، قد تُعيد الزمن الذي آمن بهِ الإيطاليون، في دولة تضمن الأمن والنظام والشرعية.
والدة بولندا
هذا “النموذج لميلوني Meloni” للقيادة النسائية التقليدية اليمينية المُتطرِفة يوازي اعتقادات عبرت عنها بياتا سيزيدلو Beata Szydlo، زعيمة الأغلبية البولندية المُحافِظة للغاية. بل أن اعتقادات سيزيدلو Szydlo أكثر تطرُفاً. وبما أنها رئيسة وزراء بولندا السابِقة، التي قد تم انتخابها حينها عضواً للبرلمان الأوروبي، أعطت سيزيدلو Szydlo دعمها للمنع الكامل للإجهاض في بولندا، حتى في حالات الاغتصاب أو سفاح القُربى. كما يُقال عنها أيضاً أنها أيدت خيار البلدية بعدم تأسيس وكالة لمحاربة العُنف المنزلي. ووفقاً لقول رئيس الوزراء الذي جاء بعدها ماتيوز موراوسكي Mateusz Morawiecki – أن ميلوني Meloni أسست سابقة: إن استعادت العائلات التقليدية من شأنه أن يجعل هذهِ الموارد عتيقة. وقد صرح موراوسكي Morawiecki بأن العُنف المنزلي “لا يحدث حينما يكون هناك اهتمام بالروابط العائلية، في منزل عادي حيثُ يسود الحُب.”
إن المُحافظة على ذلك “المنزل العادي” كمصلحة للدولة يُبرر الأشكال الأخرى من القمع باسم النظام العام وحِماية المرأة. ونتيجة لذلك، فإن دعم حزب العدالة والقانون التابع لبياتا سيزيدلو Beata Szydlo لسياسة دمج الأُسرة وتعزيز القيم التقليدية والدينية، والسياسات المُناهِضة للمثلية ومُزدوجي الجنس والمُتحولين جنسياً، وإخضاع حقوق المرأة كوسيلة للترويج لذلك “التقليد”. ولم يكن الأمرُ مُفاجِئاً، في ظل قيادة سيزيدلو Szydlo، أوقفت وزارة العدل البولندية أيضاً تمويل العديد من المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المرأة.
وتلعب الأمومة دوراً سياسياً مُهماً في الحفاظ على سُلطة سيزيدلو Szydlo السياسية. دعم السياسات المُتطرِفة مع إبراز دورها كأم تقليدية ومُتديّنة، غالباً ما أطلق عليها مؤيدوها لقب “أمُ بولندا Poland Mother” ونجحت في جذب المزيد من الناخبات إلى الحزب. ويُشار إليها بمودة باسم “Our Beata”، ومثل ميلوني Meloni، قدمت سيزيدلو Szydlo صورة جذابة وخفيفة للحزب الذي يسعى إلى ممارسة سيطرة مُكثفة على حياة النساء. نادراً ما تنظر سياسات سيزيدلو Szydlo إلى المرأة على أنها فرد مستقل: في مُقابل الإجهاض، اقترحت سياسات الرعاية الاجتماعية كبديل، وإعادة تصميم النظام بشكل عام لتوجيه المرأة إلى وحدات الأُسرة التقليدية.
النزعة النسوية
لقد كانت النتائج جيدة بالنسبة لميلوني Meloni وسيزيدلو Szydlo من الناحية السياسية، ولكنها سيئة بالنسبة للمرأة بشكل عام. في الوقت الراهن، لا تحتل إيطاليا ولا بولندا مرتبة عالية في مؤشر المُساواة بين الجنسين في الإتحاد الأوروبي، خاصةً بموقع بولندا في مرتبة مُتدنية. ولكن ماذا عن البُلدان ذات الحال الأفضل فيما يتعلق بمقاييس المُساواة بين الجنسين، مثل فرنسا؟ تُقدم مارين لوبان Marine Le Pen نموذجاً مُتطرِفاً مُختلفاً عن ميلوني Meloni وسيزيدلو Szydlo – نموذجاً فاشياً يُناسب بشكل أكثر مُلائمة لكسب الأصوات في البُلدان الأكثر تقدمية.
هذا يتطلب إعادة التفكير وإعادة تسمية العلامات. لقد حوّلت لوبان Le Pen حزب الجبهة الوطنية من حزب تقليدي ذكوري مُناهض للإجهاض بِزعامة والِدُها جان ماري لوبان Jean Marine Le Pen، وأعادت تسميتهِ إلى حزب التجمع الوطني. داعِمة لحق الإجهاض وحقوق المثليين، اقتربت لوبان Le Pen من تحديث حزبها من خلال فصل قوميته عن خطاب والِدُها المُتحيّز ضد المرأة. ونتيجة لذلك، حصل الحزب على نجاحاً عاماً تحت قيادتها: فهو لا يُعبر فقط عن التغيرات الاجتماعية في فرنسا، بل يُعبرُ أيضاً عن حياتها الخاصة كأمٌ مُطلّقة وأُم عزباء وما يُسمى “المرأة العصرية”.
غير أن لوبان Le Pen قد استخدمت أيضاً الخطاب النسوي لدعم سياستها اليمينية المُتطرِفة، حتى أنها استدعت الفلاسفة النسويين لدعم مُعتقداتها القومية والمُعادية للأجانب. أُطلِق عليها “النسوية الوطنية” من قِبل الباحِثة النسوية سارة فارس Sara Farris، توظف القيادات النسائية لليمين المُتطرف من مثل Le Pen لُغة حقوق المرأة للدعوة للسياسات المُتطرِفة، بشكل خاص ضد المُسلمين والمُهاجرين، عندما تنعتهم بـ “غير حداثيين”، من ثم غير فرنسيين أصليين.
عملياً، يسعى هذا الخِطاب أن يجعل النساء الناخبات البيض كمُنقذين للأُمة. وكنتيجة ثانوية للاستعمار وروايات “المُنقذ الأبيض” تُجادل النزعة النسوية الوطنية إن الثقافات غير الغربية، خاصةً الثقافات الإسلامية، مُعادية لحقوق المرأة. وبحسب لوبان Le Pen، فإن “إنقاذ” الثقافة الفرنسية من التأثير الإسلامي يتطلب حظر الحِجاب والذبح الذي يُنتج اللحم الحلال.
وليس من المُستغرب أن إحدى طُرُق حماية فرنسا من هذهِ “المخاطر” تتمثل في إغلاق الحدود في وجه بعض المُهاجرين وترحيل أكبر عدد ممكن منهم. وتدعم لوبان Le Pen سياسات الهجرة المُتشددة، وترحيل المُهاجرين غير المُسجَلين، والقضاء على حق المواطنة بالولادة، وإعطاء المواطنين الفرنسيين الأفضلية للمزايا الاجتماعية.
وكَرَدُ فعل على الهجمات على النِساء الذي أرتكبها مُهاجرون مُسلمون في مدينة كولون عشية رأس السنة الجديدة في عام 2015، قامت لوبان Le Pen بالتضحية بجميع المسلمين وجددت دعوتها للحد من الهِجرة. وفي مقال رأي، استشهدت بالفيلسوفة النسوية الفرنسية سيمون دي بوفوار لتقول إن سياسة الهجرة الحالية تضر بالنساء. وباستخدام اللغة المُعادية للأجانب والخوف من الإسلام، جادلت لوبان Le Pen بأن قيم ومؤسسات “الحضارة الغربية” فقط هي التي يمكنها الدفاع عن حقوق المرأة.
نعم، إنها تعمل. على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جادل بأن “التصويت” لمارين لوبان Marine Le Pen ليس خياراً للنساء، فإن فوزهِ الذي كان أضيق من المُتوقع عليها في انتخابات شهر أبريل عام 2022 أثبت أن نهج لوبان Le Pen لهُ جاذبية. يدعمها عدد أكبر من النساء أكثر من الرِجال، وقد ساعد هذا الدعم في تعزيزها على مُرشح يميني مُتطرف آخر، إيريك زيمور Eric Zemour الذي كانت رسالته ذكورية، ويوجه صراحةً مخاوف الذكور من تمكين المرأة. كما اُتُهِمَ زيمور بالاعتداء الجنسي.
نموذج لوبان Le Pen لكسب أصوات النساء من خلال استمالة الخطاب النسوي تم تكرارهِ في النرويج من قِبَل سيف جنسين Siv Jensen، التي تصف نفسها أيضاً بأنها نسوية. صنفت سيف جنسين نفسها كمُرشحة يمينية مُتطرِفة من خلال شجب المعايير المُزدوجة للسياسات والتحدث عن التمييز الجنسي الذي عاشته هي. وفي الوقت نفسه، تعتقد Jensen أيضاً أن النساء “المؤهلات” لا يحتجن إلى حِصص جنسانية، وسوف “يرتقيّن إلى القمة” بمفردهن.
مثل لوبان Le Pen تؤيد جنسين Jensen أيضاً المُعتقدات المُعادية للإسلام وتؤيد حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. وربطت جنسين Jensen الإسلام صراحةً بكراهية النساء، وقد وجدت الدعم في النرويج، وهي دولة تحتل مرتبة عالية في مقاييس المُساواة بين الجنسين، من خلال الدعوة إلى سياسات هجرة أكثر صرامة وسياسات مُناهِضة للإسلام باعتبارها سياسات “نسوية”. يُدافع برنامجها عن الإقامة المؤقتة فقط لطالبي اللجوء، وتقييد المزايا الاجتماعية للمهاجرين، وتحد من لم شمل أُسر المُهاجرين.
إقامة جبهة موحّدة
على الرغم من أن السياسات المُناهِضة للهجرة هي موضوعاً شائعاً، إلا أن وجه الفاشية النسائي يأخذ أشكال عديدة، يعتمد على البلد المُعيّن. فالدول ذات الثقافات الأكثر تقدُمية أكثر تقبُلاً للخطاب التقدُمي الانتقائي الصادر من امرأة (بيضاء) من اليمين المُتطرف. وآخرين لا يُريدون السياسات التقدمية إطلاقاً، أو أية إشارة إلى النسوية، من مُرشحات اليمين المُتطرف. ولكن التصدي للفاشية يتطلب مُعارضين ليُبيّنوا أن السياسات التي يُفترض أنها مؤيدة للمرأة هي صورة زائفة، وهي شكل من أشكال التمكين الزائف الذي في أحسن الأحوال، يمنح المرأة أكبر تأثيراً لها في المجال الخاص الذي أُعيد تشكيله قسراً حول عائلات قومية ثقافية مُتغايرة.
ومع تصويت المرأة لأحزاب اليمين المُتطرف بأعداد مُتزايدة، وتوجيه القيادات النسائية لأحزاب اليمين المُتطرف تلك الأصوات إلى سُلطة سياسية أكبر، فمن السهل أن يشعر المرء بالإحباط تجاه حالة النسوية العالمية. ولكن الاستغلال القاسي للخطاب النسوي في السعي وراء السياسات القمعية، سواء كانت الدولة تتبع نموذج ميلوني Meloni أو لوبان Le Pen لقيادة اليمين المُتطرف، أوجد مُعارضة صحية. ففي فرنسا وقفت المرأة خارج تجمعات لوبان Le Pen، رافِعة يافطات كُتِبَ عليها “مارين Marine: نسوية مُزيّفة!” وردود الفعل هذهِ لِنساء اليمين المُتطرف في حاجة إلى أن تستمر وتُصبح أكثر انتشاراً.
لماذا؟ لأن المرأة في أحزاب اليمين المُتطرف لا تشجع المرأة في أحزاب اليمين المُتطرف فحسب، بل تُشجع الرجل أيضاً. ولمكافحة النيران الفاشية المُنتشرة في جميع أنحاء أوروبا، يجب على المُعارضة النسوية الحقيقية التنسيق عبر الحدود والتأكيد على الروابط بين النساء، بصرف النظر عن الدين والأصل القومي أو حالة الهجرة. يمكن لمجموعات المصالح النسوية والأجنحة النسائية لأحزاب اليسار والوسط السياسي إقامة تحالُفات لمُعارضة القومية النسوية، لا سيما داخل البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة.
أخيراً، يجب ألا ينصب تركيز الحركة النسوية على إشراك المزيد من النِساء في مناصب قيادية فحسب، بل على وجود امرأة غير فاشية في جميع مُستويات الحُكم؛ على سبيل المِثال، في الوقت الراهن، تُعاني المرأة من نقص في التمثيل السياسي في الشئون الخارجية والدبلوماسية، وهي فجوة حاسِمة عندما يتعلق الأمر باللاجئين الدوليين وسياسة الهجرة.
لكن جاذبية القومية النسوية تكشف شيئاً آخر: تُريد المرأة الأوروبية حِصة في السياسة. من خلال زيادة تمثيل المرأة وإقامة تحالُفات تقدُمية، وسياسات تقدُمية، وتنظيم الأُسرة، وتكافؤ الفُرص، وإجازة الرِضاعة مدفوعة الأجر، تُقَدم للمرأة حِصة وتضع حُلولاً معقولة للمشاكل اليومية التي تتحدى جميع الأُسر وجميع المواطنين.
تُعتبر المرأة ذات أهمية أساسية للحركات الديموقراطية، وقد أدى تمثيلها المُتزايد في الحكومة تاريخياً إلى سياسات أكثر ليبرالية بِشأن الطلاق، وتعزيز دولة الرفاهية. ليس من المُستغرب أن تكون النساء أكثر المجموعات الانتخابية التي يخشاها المُستبدون.
تُقدم دُعاة النزعة القومية من النِساء إجابة خطيرة لمشكلة تمثيل المرأة في السياسة. وقد يؤدي تأنيث اليمين المُتطرف إلى عودة الفاشيين إلى السُلطة، حيثُ تًصبح المرأة مُستبِدة.