يخرجون من تحت، من الأنفاق ليفاجئوا أعدائهم بقذائف الـ (R.B.J) فيرتدوا على اعقابهم مخلفين قتلاهم ودباباتهم، ليقع البعض منهم في الأسر، يدخلونهم في الأنفاق، ويعدّوا لكمين آخر، وبتكرار هذا السيناريو تزداد النقمة في صفوف العدو وتزداد الانتقادات لسياسية حكومة العدو لتخبطه وغباءه، حيث تعد خططاً أكثر غباء.
لقد فضحت هذه الحكومة وباتت مكشوفة الغباء، لكن للأسف بدل أن يفضح الإعلام العربي هذه الصورة، حيث نرى بعض أجهزته تطبل وتزمر وتجمل صورة العدو التي أصبح حتى الإعلام الغربي وعلى رأسه الاعلام الأمريكي مضطر لأن يشيد بمواقف الأبطال الفلسطينيين، وأصبح العدو مفضوحاً في هزائمه لقصفه العزل المدنيين من أطفال ونساء، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها قصفاً بقنابل فاقت في حجمها قنبلة هيروشيما، يا للعار والخذلان الذي يتعرض له شعبنا في ربوع غزة المنكوبة. إن كل هذا الجرم بحق الشعب الفلسطيني وفي تدمير البنية العامة لغزّة من كهرباء وماء وغاز ما هو إلا نتاج تخاذل وخيانة وسكوت وجبن وخوف ومحاباة وهروب وعدم مبالاة وعدة إحساس، ونفاق بلا حياء ولا خجل ولا حتي موقف لحفظ ماء الوجه، وتبريراً لذلك التشبث بالتاريخ الذي هو من سرديات الإمبريالية الأمريكية وحليفتها بريطانيا التي هي أساس هذه المحنة منذ (وعد بلفور)، وحتى التاريخ الذي تستمده من الحقب المفبركة وتستند عليه بدراسات يسردها الاستعمار ليبرر مواقفه في مساندة الصهيونية، ورغم ضحالة سردها للتاريخ بصورة سطحية وسهلة لدغدغة الكثير من العامة، متناسية بصورة متعمدة ومقصودة التاريخ المنصف الذي يمجد عراقة الأمم، حيث طرح الاحداث التاريخية الصحيحة.
انهم يعتمدون على تفاسير وتأويل هشة فارغة المحتوى العلمي والثقافي لأنه تاريخ يخدم مصالحهم ويسهل الحشو لخطاب يعتقدون أنه سينطلي على الشعوب، هذا ديدن المتآمرين على الأمم المناضلة التي على الدوام تناضل من أجل الدفاع عن حقوقها، ديدن الإمبريالية والصهيونية.
لقد سطرت المقاومة الفلسطينية بنضاله وسلاحها مواقف تاريخية ركعت الصهيونية التي تمتلك جيشاً مدججا بالسلاح والعتاد، حيث هربت وقت اصطدامها بأصحاب الحق الذين يخاضوا ويخوضون مقاومة باسلة، منذ الطوفان المجلجل، طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، جاء محملاً بغضب متراكم، يحمل كوامن مريرة مخزونة دهوراً طويلة منذ الأجداد بسلاح فقير ليواجه عدواً مدججاً بأحدث أنواع السلاح، ويملك ما يملك من التكنولوجيا العسكرية المتطورة وأجهزة التنصت الاستخباراتي المدعوم من أقوى الدول في العالم، الامبريالية الامريكية وحلفائها في حلف الناتو.
إن المبررات الاجرامية لضرب غزة ليست ثأراً، فلم تكن هذه الهجمات نتاج طوفان الأقصى، وحتى لو كانت هذه المرة هي الحرب الإسرائيلية الأعنف من حيث التدمير والشهداء واتساع رقعة التدمير التي شملت قصف ممنهج ومتعمد للمستشفيات والأماكن المقدسة كنائس ومساجد ومحطات مياه وكهرباء، لكنها لم تكن الأولى، حيث تعرض القطاع إلى عدة اعتداءات صهيونية، ففي يناير من العام 2009 شنت طائرات العدو الصهيوني غارات على شرق وشمال القطاع وحولتها إلى ركام في مذبحة بشعة خلفت 100 قتيل انتشلت من تحت الأنقاض و18 جثة من عائلة واحدة حسب تقرير مديرية عموم الإسعاف والطوارئ، وارتفع عدد الشهداء إلى 300 وأكثر من 5450 جريحاً، ومن قبلها تعرضت غزة لعشرات الغارات، وهناك تصريح لأحد وزراء العدو دعا فيه إلى استخدام السلاح النووي ضد غزّة وأهلها، ما يجعلنا نتساءل لماذا أجمع العالم على الحرب ضد المانيا النازية ولماذا شنت الحرب على هتلر؟ ها هي أمريكا تتحدى شعوب العالم وتنهك الدول المسالمة وها هي تناصر العدو الصهيوني وتزع الرعب وتصنع المنظمات الإرهابية أمثال القاعدة وداعش وتحتل البلدان بحجة مقاومة الإرهاب، تدخل البلدان بحجة الحفاظ على البيئة وهي من يعبث بالبيئة وينشر الأمراض بطرق ممنهجة في حياة البشرية والدلائل على ذلك واضحة وجلية.