[1]
الزمنُ دخانٌ
يَعلو،
يُعمي الضَمائر
ما عادَ هذا الفَضاءُ الشَاسعُ مَكانًا
العِشقُ يُباع في البُورصات
الحبُ طوائف ومذاهب
لا وقتَ لوجدِ الروايات
[2]
قل للعزلةِ امتدي
هذا الشجرُ
هذي يدي
يَمضي الموتُ وحدهُ دوني
فأنا عاشقُ السَرمدِ المستحيل
الهزيعُ الخريفي ليسَ رفيقي
ملحُ الحرفِ أنا والحكاياتْ
[3]
لا تقل هذا الطريقُ يَنتَهي
لا شَيءَ يَنقضي
يَختفي في ظُلماتِ الوديانِ السحيقةِ
يَظلُّ الصَوتُ عّالقًا في الهَواء
الوجوهُ أطيافٌ لامرئيَّة
بَيننَا وبينهم خَطواتْ
[4]
تغيبُ رِياحٌ
تأتي رِياح
لا وقت للندم أو للنواح
هذه الأرضُ تنبتُ أشجارَ فساد
يَعدو الفقراءُ
في دُروبهم غير المحميّة
يَحلمون مُنذ أزلِ بالحريّة
سَتخرج الرايات المُخبأة غدًا من فراشاتها
فلا بد للعدلِ أن يَستقيم
هذا المَدى المرُّ سيلدُ قمرًا للبُؤسَاء
هكذا نطقت الأرضُ
حين ارتعشت دِماء
هذا ما قالتهُ دفاترُ النبوءاتْ
[5]
أيَا صَاحبي لا تكفّ عن الغِنَاء
ولا عن الرُؤى في الحلم
البَحرُ غازلَ النَهرَ في لحظةٍ ذهبية
الرذاذُ بلّل قلبَ المَساء
لا وقتَ للحزن ولو لدقيقةٍ
تَعالوا نصبَّ عبراتنا الثمينةَ في الفَلوات
فما زالَ الأفقُ يجدّدُ صَلواتهِ الأثيرة
وما تبقّى
يَطوي حَكايا مثيرة
هكذا تحدّثت النوارسُ والنجمات