Thursday, November 21, 2024

فوزية مطر في “حين رفعت رأسي”

رواية جديدة عن زمنين مختلفين في القرن الماضي

فوزية مطر: “حين رفعتُ رأسي” ملامسة لتجربة امرأتين عايشتا ظروفاً صعبة

  • خاص بالتقدمي

بأسلوبها الهامس تروي الكاتبة فوزية مطر وقائع روايتها “حين رفعت رأسي” التي تحدث بين زمنين مختلفين في القرن الماضي ..زمن إقتصاد الغوص وزمن إقتصاد البترول وتنامي الوعي الوطني القومي والإشتراكي في الخمسينات بكل ما تركه من آثار إقتصادية ووعي شعبي نقابي ووطني، تنامى بتنامى الفكر الوطني القومي الناصري والاشتراكي بين الجماهير. إنها رواية أحداث ومقاومة إنسانية وصدام مع التقاليد البالية والسيطرة الذكورية المطلقة على حرية المرأة، وسيطرة الإستعمارعلى مقدرات الوطن وحريته من خلال سرد يوميات حياة امرأتين (شيخة وإبنتها حصة) و تمثلان رمزين وطنيين لنضال شعبنا خلال حقبتين زمنيتين متتالتين .

هذا الإصدار المميز للكاتبة هو إكمال لسردها الوطني الغني لتاريخ البحرين وشعبها  النضالي في كل نواحي التنمية والإستقلال والحفاظ على الهوية الوطنية والقومية ومقاومة الجهل وتكريس العدالة الإجتماعية، كما فعلت في  كتابها الأول (احمد الشملان – سيرة مناضل وتاريخ وطن – 2009)، ووصف الشخصية البحرينية وجمال الحياة والصعاب فيها في كتابها الثاني (مرابع الطفولة – سيرة ذاتية 2012)، ثم كتابها الثالث المشترك مع د . سبيكة النجار (المرأة البحرينية في القرن العشرين – مرحلة ما بعد الإستقلال 2017)  والرابع (نساء – حكايات) وهي ذكريات تراثية تروي مواقف إنسانية نسائية. وأخيراً كتاب مشترك مع د.سبيكة النجار ولطيفة النجار، الصادر في عام 2020، وهو كتاب توثيقي عن (جمعية أوال النسائية – نصف قرن من العطاء والإنجاز – 1970 إلى 2020 ).

وكان لنا هذا اللقاء مع الكاتبة حول تجربتها في كتابة رواية (حين رفعت رأسي) .

  • ماذا عنيتِ بعنوان الرواية (حين رفعت رأسي)؟

لنترك ذلك لقارئ الرواية، فهو دون شك سيقع على المقصود بالعنوان في أكثر من مكان أو موقف بالرواية. بل وقد يجد ملاءمة العنوان للرواية في ثنايا أخرى لم تجدها الكاتبة.

  • أنت تقصّين وتروين بأسلوب الهمس الروائي الهادئ في رواياتك وكتبك التوثيقية، وكأنك تخاطبين أفراداً تحلقوا حولك، فهل هو إنعكاس لعلاقتك الوثيقة بوالدتك وجدتك؟

أعجبني تعبير (الهمس الروائي  الهادئ)، لكن هل تراه ينطبق على ما كتبت في العمل البحثي التوثيقي؟ لا أعلم .أما عن علاقتي بأمي وجدتي فقد ورد شئ من ذلك في كتابي (مرابع الطفولة) حيث كانت علاقة وطيدة قوامها التأثير الكبير من جانبيهما على طفولتي وصباي.

  • بإستثناء أجزاء من كتابك عن سيرة المناضل (أحمد الشملان) فكل مؤلفاتك تركز على شؤون المرأة والوطن وبطلاتها نساء. ماهي خلفيات هذا التأثر؟

حين إنخرطت في الحركة النسائية البحرينية منذ كنت شابة صغيرة قبل خمسين عاما كان إهتمامي وطنياً، مع التركيز أساساً على قضايا المرأة وحقوقها، ولا زال ذلك على رأس إهتماماتي وكتاباتي ومساهماتي في العمل الأهلي التطوعي. ولعله ما يفسر الحضور الطاغي للمرأة وقضاياها في إصداراتي سواء في مجال العمل البحثي التوثيقي أو النتاج الأدبي .

  • شخوص وأحداث رواياتك تأخذنا معها إلى الأحداث السياسية التي مرّت البلاد بها وثلثا فصول (حين رفعت رأسي) معاناة إجتماعية وإقتصادية، حتى الثلث الأخير حين تظهر المعلمة الشامية والمناضل يوسف فتبدأ الأحداث السياسية.. لماذا أجلت سرد الأحداث السياسية في الرواية؟

رواية (حين رفعت راسي) غير مكرّسة لسرد أحداث سياسية، هي مكرسة لملامسة تجربة حياتية لامرأتين عايشتا ظروفاً صعبة وقاهرة مسّت حقوقهما في الحياة، وجاهدتا لإنتزاع حقهما في تقرير مصائرهما.

المادة السابقةالتطهير العرقي في فلسطين
المقالة القادمةإذعان

آخر الأخبار

أخر المقالات