إلى مجيد مرهون في موسيقا الحلم
كاني بك بين أحلامنا ..
عازف السيكسفون يغني
يشدُّ على جرحنا بموسيقا الحياة
زمن طويل الحكايات ..
بغيض الأمل في الذاكرة
مرَّ من هنا ..
يجرُ عربة ليس لها اطارات
وليس لها ما لنا في الملح من سلوى
أربعة وعشرون عاماً ..
كثقل الحديد على صدر أيامنا
أو كنبع ماء جفّ في بطن الساقية
***
رأيتك في الحلم كما عهدتك ..
تسامرُ وجعك بمفتاح ٰ- صول –
وتدنو من سربٍ للحمام الغريب
لترمي بفتات الخبز كي لا تجوع
ليس لها قدرة على البكاء
وعلى قطع سرة الجوع..
ليس لها ..
سوى الخوف
وليس لزوادة السنين قدرة على النسيان ..
تطاول الحصى على قدميك
فلاذ الهواء بك كجدار صمت
صلد تحمّلت فيه ثقل العاصفة
وثقل الجراح التي ادمت قدميك
عاشق لاترى في الجهات غير النجوم
سنين وكفيك تمسكان بدمع الغريق
وانت الغريق تسرد على زائريك الحكايا..
تمدُّ الطريق بالطريق كي لا نتيه
****
فضاء الليالي ملائكة الفجر الجديد
كنتَ لها حارساً ..
تجادل أيامها بفيض بحر أسير
لا الموج غسل أخطائه ..
ولا النخل المجاور للغريب ..
أتي قبل رحيلك في الغياب
تركت لنا جرحنا القديم ..
فانحسر البحر عن الجزر ..
ولم يعد لنا طاقة للبقاء
لأن الماء تحايل على صبره
وعاد من جديد يزفّ بألحانك
ذاكرة لا تغفو ولا تنام
لتلك العروس التي انتظرتك
وفوق السفين البعيد ..
وقفت تلوح لنا بالبقاء .
تجادل حزناً بحلم السنين العجاف
هل لنا ان نعود ؟
وهل ساريات عرائس البحر
على عهدها تجر الخيول ..
وتحلب النياق ..
بميلاد عودة البعيد من الغياب؟