في هذا الشهر، مارس، تمرُّ علينا الذكرى التاسعة والخمسون لانتفاضة مارس المجيدة عام 1965، التي تفجرت وتوسعت لتشمل مدن وقرى في البحرين، بسبب فصل شركة بابكو الخاضعة آنذاك للمستعمر البريطاني، المئات من العمال على دفعات، حتى وصل مجموعهم إلى حوالي ألف وخمسمائة عامل، حيث تأثرت المئات من العوائل البحرينية بسبب فصل عائلي الأسر، لهذا بدأت شرارة التظاهرات والاحتجاجات من طلبة مدرسة المنامة الثانوية للبنين، قبل أن تُقمعَ من قبل قوات شرطة الخيالة، وتخرج التظاهرات للشارع لتنتشر في المحرق والمنامة وانضمَّت إليهما بعض القرى.
قادت الانتفاضة الحركة الوطنية الديمقراطية البحرينية، (جبهة التحرير الوطني، حركة القوميين العرب، الناصريون والقوميون) وتجسدّت الوحدة الوطنية ليس في العمل الوطني المشترك، وإنما بالدم أيضاً عندما سقط الشهداء في المحرق والمنامة والنويدرات، حيث قُمعت الانتفاضة وزُجَّ بالعشرات من مناضلي الحركة الوطنية في غياهب السجون والمعتقلات لسنوات.
تتمثل عبر ودورس انتفاضة مارس المجيدة في أنها وحَّدت الحركة الوطنية البحرينية، عبر التنسيق والعمل المشترك في العديد من الفعاليات بما في ذلك البيانات المشتركة التي صدرت أثناء الانتفاضة، التفاف الجماهير البحرينية حول الانتفاضة من كل المكونات المذهبية، في مواجهة عسف وعنف وترهيب المستعمر البريطاني وأعوانه.
المجد والخلود لشهداء انتفاضة مارس 1965 المجيدة .