زينب نبّوه .. سيّدة المواقف النبيلة

0
8

امرأة ترشّ قمح الفكر الحرّ على أرض جوعنا وجهلنا وفقرنا وبؤسنا، لنلتهمه بشغف. من عمّان إلى دمشق الطريق أقصر وأنا حللت ضيفة في بيتها قبل سنوات لألتقي بها، وبرفيق دربها الفقيد عبد الجليل بحبوح وابنتها التي أرضعتها صمودًا وقوّة  .. زويا. زيارة عابرة عشت خلالها البساطة والرقي، مع تنقلاتي معها لتأخذني إلى مقر الحزب لتعرفني على الرفاق هناك وتقدّمني إليهم وبفخر: أرملة الشهيد هاشم من البحرين.

كانت أياماً قليلة عرفت فيها كم هي عظيمة هذه الإنسانة التي غمرتني بالمحبة المفعمة بالثقافة والفكر النيّر والصبر، لأعود محمّلة بالغلال…غلال الإصرار على النضال، والثبات والوقوف بوجه الظلم أينما كان، وأينما حلّ.

آه يا ملهمتي! كم يلزمني من الوقت والكلمات لأتحدث عنك وعن ما قاسيتيه من عذابات ومآسٍ ولكن بصمودك وصلابتك ونضالاتك بوجه أعداء الإنسانية  .. كنت الأقوى أيتها المرأة الاستثنائية حتى رحيلك كان يومٌ استثنائياً لا يتكرر إلا كل أربع سنوات: 29 فبراير.

عرفتك امرأة تضجّ حيوية وتمرداً ومحبة وكرماً، وعطاء وصلابة وانتماءاً، وحرصاً على كل من حولك، ولن أبالغ إن قلت أنت ذاكراتنا الأنقى والأبهى والأجمل، وملهمتنا للأيام المقبلة الأشدّ قسوة .. انت ِ الكبيرة قدراً ًومكانةً.

زينب نبّوه أم فياض الرفيقة الأقرب إلى أرواحنا تتربعين في قلوبنا، وستبقين حاضرة بوجداننا، أيقونة التضحية والتفاني والصمود والحبّ والجمال. لترقد روحك بسلام ولتبقى ذكراك خالدة.