(ريو20 +)
في يونيو 2012 ألقى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بانكي مون، يومها، خطاباً على مسمع جميع بلدان العالم، الغنية منها والفقيرة، الكبيرة والصغيرة من بينها كوريا وجنوب أفريقيا وكمبوديا التي تستخدم مواد طبيعية محدودة بكفاءة كثيرة وكبيرة بتنمية منخفضة الكربون، وكان لهذا الخطاب الداعي إلى التغيير صداه النافع والمؤثر.
وفي مؤتمر (الأرض) في العام 1992 أدرجت التنمية المستدامة على جدول الأعمال فيه لضرورة المحافظة على كوكبنا بتحقيق توازن أفضل والحفاظ على سكان العالم واحتياجاته ونمو اقتصاده وموارد أرضه ونقاوة هوائه ومائه. من هنا تحتاج الحركة العالمية من أجل التغيير (ريو20 +) إلى أكثر من 100 من رؤساء الدول والحكومات لينضمّوا إلى ما يقارب نحو 25 ألف مشارك حسب اقتراح (ريو20 +)، وذلك ليرسموا معاً خريطة تدلنا على طريق إلى الأمام.
وأكدّ السيد بانكي مون على الحكومات أن بإمكانها تنمية اقتصاداتها وأن تخفف من حدة الفقر وتخلق فرص عمل لائقة وتسرع من وتيرة التقدم الاجتماعي وترعى ما تختزنه الأرض من مواردها الطبيعية.
إن التغيير بزخمه هذا يُشكل قوة لا يمكن الوقوف في وجهها بشهادة عالمية. وبهذا الصدد تعهدت الصين من جانبها أن تلبي نسبة 16% من احتياجاتها من الطاقة وبحلول 2020 أي قبل أربع سنوات، وتستثمر بأكثر من 450 مليار دولار في إعادة تدوير النفايات والتقنيات النظيفة في إطار خطتها الخمسية، كما أكد بانكي مون في خطابه الذي يهدف إلى خطط بناءة وإحداث نقلة من (خراب بيئي وتفاوت اجتماعي إلى حقبة جديدة من النمو المستدام الشامل والمتوازن).
وركز بانكي مون على ادماج شركة (Safaricom) الكينية المساواة بين الجنسين في سياساتها الداخلية من أجل إشاعة بيئة ملائمة للأمهات العاملات فيها، وقد استعرض أنشطة ستصبح قريباً خالية من الكربون، وعن شركة برود جروب (Broad Group) الصينية وإنتاجها لوحدات تكييف هواء غير كهربائية تبلغ كفاءة استهلاك طاقتها بنسبة تفوق 200 %، كما أنها تعمل الآن على تنوع منتجاتها الموفرة للطاقة وتشييد المباني المستدامة بيئياً.
بتكافؤ الأمم المتحدة والابتعاد عن الحروب تتعزز المصداقية في تسهيل كل ما تحتاجه البشرية.
2- رؤية البحرين 2050
بعد رؤى دولية أممية طرحتها الأمم المتحدة عبر خطابٍ لأمينها العام السابق السيد بانكي مون، حيث الاستعراض المبدع الذي سرد فيها المهام الدولية لرفعة مستوى الإنسان وكيفية اهتماماته كرئيس للأمم المتحدة استخدم صلاحياته بأمانة، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وتقنياً، تجلت في روح أممية.
حينما بدأنا برؤية البحرين 2030 لم نتفق على رؤى واضحة المعالم، حيث لم نرَ بصيصاً لوضع قاعدة لتأسيس هذه الرؤى لكي ننساق نحو آلية فاعلة تشعرنا كمواطنين بأنّ هناك خطة مدروسة تسير نحو هدفٍ لإصلاح مجتمع يرزح تحت سياسات تعاني من خلل في البنية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة، واعوجاج متعمد في خلق بنية ديمغرافية خطرة، الا وهي التجنيس العشوائي الذي لا يخدم رؤية 2030، ولا يخدم خطة الإصلاح في بنى الصحة والعمل والإسكان والتنمية والتربية والتعليم … إلخ.
في طرح الرؤية المستجدة 2050 (كأننا) نستغفل المواطن المغلوب على أمره، حيث المطلوب منه أن يعطي وجهة نظره حول رؤية لم تحقق أي هدف من الرؤية السابقة 2030.
من هنا نحن نتساءل: إلى أين تريدون أن تصلوا بنا؟
فإذا لم تكن جدية في الاحترام لمسيرة اقترحتم رؤيتها لعام 2030، فمن حقنا أن نشك في جدية (رؤية البحرين 2050)، حيث الرؤية الجديدة بزعم أنها رؤية تسعى نحو تبديد السلبيات وبلورة تطلع جديراً بالنهوض وبالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
نحن المواطنون اليوم بهذا الوضع المتردي نعيش ونغوص في مسارٍ خاطئ بلا كوابح. نعاني ونكابد من خطط تنعكس على جميع المسارات جعلتنا نتأكد جازمين بأن هذه الخطط حتماً لا تقودنا نحو رؤية واضحة لها معالم بيّنة، اقتصادية، اجتماعية، تقنية، بيئية حسب ما نصبو إليه من وجهة، وبهذا يتوجب أن ننظر إلى مدى الجدية في وضع حلول لبرامج يجب أن تنفذ لكي يتسنى لنا أن نشرع في برنامج آخر.
ونختم بالسؤال: (ما العمل؟؟)