سقوط سوريا .. الزلزال القادم

0
22

تابع العالم بأسره حالة السقوط والهروب الدراماتيكي السريع لنظام بشار الأسد في سوريا، بعد أيام فقط من الإعلان عن وقف اطلاق النار بين دولة الكيان الصهيوني ولبنان، تداعت الأحداث هناك بعد هدوء نسبي قلق دام سنوات، مفصحة بشكل لا يقبل التأويل عن  تدشين مشروع استعماري تمّ الإعداد له على نار هادئة، شاركت فيه أطراف عديدة لها مصالح استراتيجية وحيوية في كل ما جرى على ارض سوريا ومحيطها، وهي احداث حاكتها وتعاونت في اخراجها دوائر واجهزة استخبارات دولية واقليمية، استجابة لسياقات وسيناريوهات إقليمية ودولية رسمت  منذ سنوات لواقع مغاير لمنطقتنا، محملا بكل أحقاد ومؤمرات وخذلان وربما خيانات سيفضحها التاريخ، مستفيدة من كل ما مرّ بالمنطقة من أحداث وحروب، ومما افرزه نظام عائلة الأسد طيلة خمسين عاماً وأكثر من مظالم ومآسٍ بحق الشعب السوري، رغم ما حمله من شعارات عروبية وقومية لم تشفع له البقاء مستبدا إلى الأبد، حيث تخلى عنه جيشه واقرب حلفائه لأنه بكل بساطة بات منخوراً من الداخل وغير قابل للإصلاح، وعلينا الإنتظار قليلا  لحين ورود تفاصيل  أكثر حول سقوطه المدوي,

إن ما جرى من تحولات دراماتيكية متسارعة لسقوط مدن سورية مهمة كحلب وحمص وصولاً إلى دمشق العاصمة في أيدي الفصائل المسلحة، وبعد أكثر من عشر سنوات من حرب أهلية دموية استنزفت الجيش والقدرات والمجتمع السوري بأسره،  محدثة خسائر اقتصادية واجتماعية  وسياسية كبرى هناك، وحالة انقسام وتشطير مجتمعي،  ابتدأت بحروب و(غزوات) ما يسمى بالمعارضة الإسلاموية المدعومة علناً بالعدد والعتاد من قوى استعمارية كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة ودول اقليمية ومعهم بكل تأكيد الكيان الصهيوني وتركيا اكبر المستفيدين، وما ترافق معها من تدخلات دولية وإقليمية وحضور في الشأن والتراب السوري مع أو ضد النظام، متسببة في اهتزاز صورة النظام وجعلها اكثر هشاشة، رغم ما بدت عليه من صورة واهمة تشي بالتماسك.

  لقد بدا للوهلة  الأولى أننا أمام مشهد سوريالي لمخطط دولي كبير لن يتوقف عند حدود ما يجري في سوريا، أو ما أحدثه طوفان الأقصى من حالة غير مسبوقة من التضامن الشعبي العالمي مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وما تلاه من مآسٍ  وجرائم حرب مهولة تسببت في إدانات واسعة لجيش  وحكومة الاحتلال، ولازالت تلك الجرائم مستمرة أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، وصولا إلى همجية وعدوان صهيوني على لبنان الشقيق، وافتعال متزايد لحروب وتشظيات كبرى، استشعرنا معها اقتراب عالمنا  من حرب كونية تنطلق شرارتها الأهم مما يجري على ارضنا العربية، وبتنا وكأن الجميع تقريباً قد استسلم فعلياً لتنفيذ القوى المهيمنة لمشروعها التدميري هذا، والذي يبدو جلياً أن حلقاته لن تتوقف بكل تأكيد عند حدود سوريا، التي يجري انتهاك أراضيها وتدمير قدراتها العسكرية يومياً من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، وبمباركة أميركية وغربية فاضحة، وصمت أممي وتجاوز واضح لاتفاقية 1974، وخطاب عربي عاجز!

كل المؤشرات تقول  إننا أمام مشروع دولي  ضخم قادم بقوة  لمنطقتنا، مضمونه إلغاء  أو تحجيم القضية الفلسطينية وتجزئة المجزأ أصلاً، لتعزيز ضعف وتبعية المنطقة العربية بأسرها، وبسط هيمنة الكيان  الصهيوني كرأس حربة في قيادة المشهد الجيوسياسي في المنطقة وإعادة مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى الطاولة مجددا،  ضمن تحولات جيوسياسية واقتصادية كبرى، تتعزز فيها قدرة الاصطفافات القادمة على اقتسام المصالح دولياً، وتعزيز مواقع النفوذ، يزيد من تسارعها موعد وصول الرئيس الاميركي الجديد وما يحمله معه من مشاريع لا تبدو مستغربة في المجمل، إلا أنها تبقى رهناً لما ستحدثه من ارتدادات منتظرة، وسيكون عنوانها الأبرز اعادة اقتسام العالم اقتصاديا ومناطق نفوذ عسكري وسياسي ومعابر مائية وبرية جديدة، مما سيؤسس لتحالفات  وتفاهمات جديدة،  بعضها قديم والآخر سيكتسي صيغاً متباينة لما هو قائم حاليا.

نفهم كل ذلك في بعض ملامحه، على الأقل مما أصبح قائماً من وقائع ملموسة، فهناك تركيا  في قبالة ايران والاثنتان في مقابل قوى إقليمية وعربية متطلعة لأدوار  محددة سلفا كجزء من محاولة التأثير في صياغة القرار في منطقتنا، وهناك روسيا والصين والهند ومجموعة دول “البريكس” وهناك صراع عالمي مستشر على الموارد، وهناك ضعف بدا واضحاً وسيزداد أكثر في الفترة القادمة لدول الاتحاد الأوروبي، الذي سينكفىء  أكثر  محاولاً الحفاظ على مصالح دوله، خاصة بعد أن تهدأ المدافع على الساحة الأوكرانية، انتظاراً لما ستحدثه الإدارة الأميركية الجديدة  القادمة للبيت الأبيض خلال أسابيع معدودة من تحولات منتظرة.

 وبين ما يجري في سوريا وما يخطط له من مشاريع  هيمنة استعمارية، تبقى هناك العديد من الأسئلة رهناً بما ستفرزه الأحداث هناك من تحولات، أخذا في الاعتبار بالدرجة الأساس طبيعة القوى التي تتسيد المشهد هناك، ولو مؤقتا، فما يسمى بجبهة تحرير الشام التي وعدت السوريين بحكومة انتقالية، لازالت على قوائم الارهاب حتى اللحظة من قبل صناعها،  على الرغم من تغير مسمياتها اكثر من مرة، وقد طلب منها حتى تشذيب لحى قادتها لتبدوا صاحبة مشروع مدني قابل للحياة، ولو شكلياً، وهي التي تستمد ارثها  وتقاليدها الإرهابية من داعش والقاعدة، ومن جانب تحاول حتى اللحظة أن تتماهى مع ما رسم لها من ادوار لتعبر المرحلة بتطمينات عابرة، فيما عينها على الداخل السوري وقد بدأت أصوات قواه الحية في البروز على شكل حلقات وتجمعات مطالبين بدولة مدنية وحريات سياسية وحقوق للمرأة.

فكيف لقوى عبرت المدن والمحافظات السورية بسرعة البرق بعدد محدود من “الموتورسيكلات” أن تحدث كل هذا الزلزال؟، وكيف لرئيس نظام عرف بقسوته ضد معارضيه ولطالما تغنى بشعارات العروبة والقومية ان يتخلى في  سويعات عن كل ذلك ويرحل غير مأسوف عليه؟، وكيف لقوى دولية مثل إيران وروسيا ان تترك الساحة هكذا لقوى ارهابية مدعومة استعمارياً، ولا تملك مشروعا لبناء دولة بحجم ومكانة سوريا وتنكفىء بعيداً، والأدهى كيف لعالمنا العربي أن يقبل خانعاً بسقوط دولة بأهمية سوريا أمام تدخلات واطماع تركيا ودولة الكيان الصهيوني التي باتت مسيطرة بالكامل على الأراضي السورية بعد أن دمرت كامل قدرات الجيش السوري؟

من الواضح أن الأحداث  في سوريا لن تتوقف عند ما هو قائم حاليا من حالة مراوحة وهدوء نسبي وصولاً لغايات ومشاريع ستطبق لاحقا على ارضنا العربية، ولنتذكر جيدا أن الدول الاستعمارية وأدواتها لم تكتف بسقوط العراق في وحل الطائفية والتقسم، ولا من تدمير اليمن وتقسيم ليبيا والسودان، أو احتواء  وإخضاع  ونهب وتعطيل قدرات الآخرين في محيطنا العربي، لذا علينا الانتظار لما سيأتي من زلازل  قادمة وخراب ستتحمل تبعاته أجيالنا الحالية واللاحقة.تابع العالم بأسره حالة السقوط والهروب الدراماتيكي السريع لنظام بشار الأسد في سوريا، بعد أيام فقط من الإعلان عن وقف اطلاق النار بين دولة الكيان الصهيوني ولبنان، تداعت الأحداث هناك بعد هدوء نسبي قلق دام سنوات، مفصحة بشكل لا يقبل التأويل عن  تدشين مشروع استعماري تمّ الإعداد له على نار هادئة، شاركت فيه أطراف عديدة لها مصالح استراتيجية وحيوية في كل ما جرى على ارض سوريا ومحيطها، وهي احداث حاكتها وتعاونت في اخراجها دوائر واجهزة استخبارات دولية واقليمية، استجابة لسياقات وسيناريوهات إقليمية ودولية رسمت  منذ سنوات لواقع مغاير لمنطقتنا، محملا بكل أحقاد ومؤمرات وخذلان وربما خيانات سيفضحها التاريخ، مستفيدة من كل ما مرّ بالمنطقة من أحداث وحروب، ومما افرزه نظام عائلة الأسد طيلة خمسين عاماً وأكثر من مظالم ومآسٍ بحق الشعب السوري، رغم ما حمله من شعارات عروبية وقومية لم تشفع له البقاء مستبدا إلى الأبد، حيث تخلى عنه جيشه واقرب حلفائه لأنه بكل بساطة بات منخوراً من الداخل وغير قابل للإصلاح، وعلينا الإنتظار قليلا  لحين ورود تفاصيل  أكثر حول سقوطه المدوي,

إن ما جرى من تحولات دراماتيكية متسارعة لسقوط مدن سورية مهمة كحلب وحمص وصولاً إلى دمشق العاصمة في أيدي الفصائل المسلحة، وبعد أكثر من عشر سنوات من حرب أهلية دموية استنزفت الجيش والقدرات والمجتمع السوري بأسره،  محدثة خسائر اقتصادية واجتماعية  وسياسية كبرى هناك، وحالة انقسام وتشطير مجتمعي،  ابتدأت بحروب و(غزوات) ما يسمى بالمعارضة الإسلاموية المدعومة علناً بالعدد والعتاد من قوى استعمارية كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة ودول اقليمية ومعهم بكل تأكيد الكيان الصهيوني وتركيا اكبر المستفيدين، وما ترافق معها من تدخلات دولية وإقليمية وحضور في الشأن والتراب السوري مع أو ضد النظام، متسببة في اهتزاز صورة النظام وجعلها اكثر هشاشة، رغم ما بدت عليه من صورة واهمة تشي بالتماسك.

  لقد بدا للوهلة  الأولى أننا أمام مشهد سوريالي لمخطط دولي كبير لن يتوقف عند حدود ما يجري في سوريا، أو ما أحدثه طوفان الأقصى من حالة غير مسبوقة من التضامن الشعبي العالمي مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وما تلاه من مآسٍ  وجرائم حرب مهولة تسببت في إدانات واسعة لجيش  وحكومة الاحتلال، ولازالت تلك الجرائم مستمرة أمام مرأى ومسمع العالم بأسره، وصولا إلى همجية وعدوان صهيوني على لبنان الشقيق، وافتعال متزايد لحروب وتشظيات كبرى، استشعرنا معها اقتراب عالمنا  من حرب كونية تنطلق شرارتها الأهم مما يجري على ارضنا العربية، وبتنا وكأن الجميع تقريباً قد استسلم فعلياً لتنفيذ القوى المهيمنة لمشروعها التدميري هذا، والذي يبدو جلياً أن حلقاته لن تتوقف بكل تأكيد عند حدود سوريا، التي يجري انتهاك أراضيها وتدمير قدراتها العسكرية يومياً من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، وبمباركة أميركية وغربية فاضحة، وصمت أممي وتجاوز واضح لاتفاقية 1974، وخطاب عربي عاجز!

كل المؤشرات تقول  إننا أمام مشروع دولي  ضخم قادم بقوة  لمنطقتنا، مضمونه إلغاء  أو تحجيم القضية الفلسطينية وتجزئة المجزأ أصلاً، لتعزيز ضعف وتبعية المنطقة العربية بأسرها، وبسط هيمنة الكيان  الصهيوني كرأس حربة في قيادة المشهد الجيوسياسي في المنطقة وإعادة مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى الطاولة مجددا،  ضمن تحولات جيوسياسية واقتصادية كبرى، تتعزز فيها قدرة الاصطفافات القادمة على اقتسام المصالح دولياً، وتعزيز مواقع النفوذ، يزيد من تسارعها موعد وصول الرئيس الاميركي الجديد وما يحمله معه من مشاريع لا تبدو مستغربة في المجمل، إلا أنها تبقى رهناً لما ستحدثه من ارتدادات منتظرة، وسيكون عنوانها الأبرز اعادة اقتسام العالم اقتصاديا ومناطق نفوذ عسكري وسياسي ومعابر مائية وبرية جديدة، مما سيؤسس لتحالفات  وتفاهمات جديدة،  بعضها قديم والآخر سيكتسي صيغاً متباينة لما هو قائم حاليا.

نفهم كل ذلك في بعض ملامحه، على الأقل مما أصبح قائماً من وقائع ملموسة، فهناك تركيا  في قبالة ايران والاثنتان في مقابل قوى إقليمية وعربية متطلعة لأدوار  محددة سلفا كجزء من محاولة التأثير في صياغة القرار في منطقتنا، وهناك روسيا والصين والهند ومجموعة دول “البريكس” وهناك صراع عالمي مستشر على الموارد، وهناك ضعف بدا واضحاً وسيزداد أكثر في الفترة القادمة لدول الاتحاد الأوروبي، الذي سينكفىء  أكثر  محاولاً الحفاظ على مصالح دوله، خاصة بعد أن تهدأ المدافع على الساحة الأوكرانية، انتظاراً لما ستحدثه الإدارة الأميركية الجديدة  القادمة للبيت الأبيض خلال أسابيع معدودة من تحولات منتظرة.

 وبين ما يجري في سوريا وما يخطط له من مشاريع  هيمنة استعمارية، تبقى هناك العديد من الأسئلة رهناً بما ستفرزه الأحداث هناك من تحولات، أخذا في الاعتبار بالدرجة الأساس طبيعة القوى التي تتسيد المشهد هناك، ولو مؤقتا، فما يسمى بجبهة تحرير الشام التي وعدت السوريين بحكومة انتقالية، لازالت على قوائم الارهاب حتى اللحظة من قبل صناعها،  على الرغم من تغير مسمياتها اكثر من مرة، وقد طلب منها حتى تشذيب لحى قادتها لتبدوا صاحبة مشروع مدني قابل للحياة، ولو شكلياً، وهي التي تستمد ارثها  وتقاليدها الإرهابية من داعش والقاعدة، ومن جانب تحاول حتى اللحظة أن تتماهى مع ما رسم لها من ادوار لتعبر المرحلة بتطمينات عابرة، فيما عينها على الداخل السوري وقد بدأت أصوات قواه الحية في البروز على شكل حلقات وتجمعات مطالبين بدولة مدنية وحريات سياسية وحقوق للمرأة.

فكيف لقوى عبرت المدن والمحافظات السورية بسرعة البرق بعدد محدود من “الموتورسيكلات” أن تحدث كل هذا الزلزال؟، وكيف لرئيس نظام عرف بقسوته ضد معارضيه ولطالما تغنى بشعارات العروبة والقومية ان يتخلى في  سويعات عن كل ذلك ويرحل غير مأسوف عليه؟، وكيف لقوى دولية مثل إيران وروسيا ان تترك الساحة هكذا لقوى ارهابية مدعومة استعمارياً، ولا تملك مشروعا لبناء دولة بحجم ومكانة سوريا وتنكفىء بعيداً، والأدهى كيف لعالمنا العربي أن يقبل خانعاً بسقوط دولة بأهمية سوريا أمام تدخلات واطماع تركيا ودولة الكيان الصهيوني التي باتت مسيطرة بالكامل على الأراضي السورية بعد أن دمرت كامل قدرات الجيش السوري؟

من الواضح أن الأحداث  في سوريا لن تتوقف عند ما هو قائم حاليا من حالة مراوحة وهدوء نسبي وصولاً لغايات ومشاريع ستطبق لاحقا على ارضنا العربية، ولنتذكر جيدا أن الدول الاستعمارية وأدواتها لم تكتف بسقوط العراق في وحل الطائفية والتقسم، ولا من تدمير اليمن وتقسيم ليبيا والسودان، أو احتواء  وإخضاع  ونهب وتعطيل قدرات الآخرين في محيطنا العربي، لذا علينا الانتظار لما سيأتي من زلازل  قادمة وخراب ستتحمل تبعاته أجيالنا الحالية واللاحقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا