أشاد الوزير اللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بموقف الشعب البحريني الداعم للقضية الفلسطينية. وحيا ما يقوم به شعب البحرين من مواقف داعمة وسريعة ومطالبتهم المستمرة للتحرك نصرة للشعب الفلسطيني والأسرى. معتبراً بأن: “مواقف أهل البحرين تنم عن عروبية أصيلة ولا غريب في ذلك لأنهم أهل وأخوة للفلسطينيين”.
وقال أبو بكر بأن: “هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بدأت حملة تضامن بالتعاون مع الجهات المعنية لكسر القانون الجائر المتمثل بالاعتقال الإداري”، مشيراً إلى أنه:” يقبع الأن في سجون الاحتلال 550 أسيراً ضمن الاعتقال الإداري دون توجيه أي اتهام ودون محاكمة”. منوهاً إلى أن: “عدد من الأسرى قرروا خوض اضرب عن الطعام للمطالبة بالأفراج عنهم”.
وأمل أبو بكر من جميع الدول العربية الشقيقة الحذو حذو شعب البحرين في تضامنهم وسرعة تجاوبهم لنصرة الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة للوزير بثت من رام الله في الوقفة التضامنية التي أقيمت في مقر المنبر التقدمي، بتنظيم ست جمعيات سياسية، هي بالإضافة إلى التقدمي: تجمع الوحدة الوطنية، الوسط العربي الإسلامي، المنبر الوطني الإسلامي، التجمع القومي الديمقراطي، التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي، الصف الإسلامي، وبالتعاون مع سفارة فلسطين في مملكة البحرين، وادارتها الرفيقة دينا الأمير نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية في المنبر التقدمي.
في كلمة اللجنة التنسيقية للجمعيات المنظمة للوقفة، شدّد عضو الأمانة العامة بالمنبر الإسلامي ناصر الفضالة على أن:” قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني كانت ولا تزال أولوية للشعب الفلسطيني ولجميع الشعوب العربية والإسلامية والتي تدافع دوماً عن حقوقهم وتطالب بإطلاق سراحهم”.
وأدان الفضالة “مواصلة سلطات الاحتلال لسياسة الاعتقال الإداري والتي تأخذ منحى تصاعدياً مما أدى إلى بروز قضية إضراب أعداد من الأسرى عن الطعام، وهي سياسة قديمة فرضتها بريطانيا لاعتقال الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين شهر وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى أو أخرى”، وتابع:” في الوقت الذي تؤكد فيه القوانين الدولية على عدم مشروعية الاعتقال الإداري، فيما سمحت به بعض القوانين في إطار ضيق جداً ولدواع أمنية قاهرة وليس كما هو الحال بالنسبة لسلطة الاحتلال الصهيوني وقد استمرت في هذه السياسة والتصعيد منها، وتمادت هذه السلطات حين مددت بعض من تعتقلهم إدارياً لعدة سنوات تحت عدة ذرائع مختلفة دون مراعاة لأي جوانب حقوقية”.
ودعا الفضالة: “المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات سريعة وجادة وفاعلة إزاء ممارسات الاحتلال الصهيوني تجاه الفلسطينيين والوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى داخل سجون ومعتقلات الكيان الصهيوني دون مبرر أو مسوغ قانوني”، مطالباً: “الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني إلى وقف التطبيع مع هذا الكيان المجرم”.
وأكدّ الفضالة على أن الهدف الأساسي من إقامة هذه الفعالية هو أن نبعث برسالة إلى الشعب الفلسطيني الصامد وإلى العالم أجمع أن الشعب البحريني بجميع تياراته يدعم نضالات الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويجدد رفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان المحتل”.
ورقة سياسية
من جانبه، اعتبر سفير دولة فلسطين طه عبد القادر بأن: “إسرائيل تستخدم المعتقلين كورقة سياسية للعقاب والابتزاز ومحاولة لإجهاض المقاومة”، وتابع:” بلغ عدد الفلسطينيين الذين دخلوا السجن الإسرائيلي منذ عام 1967 حتى اليوم أكثر من مليون فلسطيني، أما الآن فإن هناك ما يزيد على خمسة آلاف معتقل في “باستيلات” الاحتلال، ومنهم مرضى بأمراض مزمنة لا يتلقون العلاج المناسب، ومنهم ذوي احتياجات خاصة، كالعمى أو عدم الحركة، ومنهم نساء ومنهم أطفال”.
وأوضح عبد القادر بأن: “بعض المعتقلين الفلسطينيون محكوم عليهم بالمؤبد 27 مرة وبعضهم ثلاثمئة سنة، وبعضهم يحكم عليه بالمؤبد وغرامة مالية تتجاوز نصف مليون دولار، وبعضهم يعزل في زنازين انفرادية لمدة تزيد على سنة، مثل الأخ المناضل كريم يونس المسجون منذ 40 سنة والمحكومين بعشرات المؤبدات مثل الأخوة المناضلين مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وفؤاد الشوبكي، وعشرات المناضلين المحكومين بالمؤبدات من كافة الفصائل الفلسطينية”.
وأضاف عبدالقادر بأن:” المعتقلين الفلسطينيين حولوا معاناتهم إلى قلعة من قلاع الصمود والتصدي، فهناك يبلورون خططاً ومقترحات للخروج من الأزمات السياسية، وهناك يعقدون جلسات الدراسة والنقاش، وهناك من يطور موهبته في الكتابة أو الدراسة الجامعية، وهناك من يعلم اخوته حرفته أو ما يتميز به”، وتابع: “لم يستطع سجن الاحتلال أن يكسر إرادة المعتقلين أو ينال من معنوياتهم، بالعكس من ذلك، فإن المعتقلين الفلسطينيين يواجهون بأجسادهم سياسات الاحتلال من خلال الإضراب الجماعي والإضراب الفردي، بحيث يجبروا سلطات الاحتلال على الاستجابة لمطالبهم، ولكن هذا لم يحدث دون تضحيات”
طعنة في خاصرة الأمة
إلى ذلك، قالت عضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني كوثر ميرزا: “حين نستذكر نضالات هذا الشعب المقاوم فإننا مجبرون للوقوف أمام نضالات الأسرى الفلسطينيين التي تشكل مأساتهم الإنسانية طعنة في خاصرة الأمة حيث أنها القضية الغائبة عن ألسنة المسؤولين وشاشات الإعلام خصوصا مع كل المستجدات السياسية والأمنية السريعة في المنطقة”،
وحيت ميرزا نضالات الأسرى في السجون الصهيونية، وأكدت على: “حقهم في الإفراج عنهم ونيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة”، ودعت “جميع حكومات المنطقة بأخذ من وقف صريح تجاه قضية العرب المركزية”.
وقالت ميرزا بأن: “موجة التطبيع والاتفاقيات بكل اشكالها مرفوضة كلياً”، واصفة بأنها:” توفر الغطاء الشرعي للمحتل في كافة جرائمه”، داعية “الشعوب العربية لمقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني ومقاطعة المنتجات الصهيونية التي تحاول التغلغل لأسواقنا المحلية خصوصا في هذه الفترة”، واعتبرت:” مقاطعة تلك المنتجات هو قطع الطريق أمام المحتل الغاشم وهو تذكير دائم له بأنه قاتل وسارق لأراضيهم ومقدسات الأمة”.