كوبا صامدة بوجه المكائد الأمريكية

0
117

في الأول من يناير القادم 2022 تحتفل كوبا الصمود بالذكرى 63 لانتصار الثورة الكوبية، عندما قاد فيدل كاسترو ورفيقه جيفارا مجموعة من الثوار على قوارب لدخول هافانا عاصمة كوبا والإطاحة  بالدكتاتور باتيسيا الذي حوَّل كوبا إلى ماخور يمارس فيه الأمريكان الأثرياء وغيرهم لعب القمار والدعارة . ومنذ انتصار الثورة في كوبا والإمبريالية الأمريكية تفرض عليها حصاراً عسكرياً، اقتصادياً، سياسياً، مالياً، تريد منه خنق كوبا وإسقاط النظام الاشتراكي ولكن الثورة الكوبية صمدت على مدار أكثر من ستين عاماً وستظل صامدة  أمام المؤامرات الأمريكية .

  تعرضت كوبا لتحديات عديدة منها ما عرفت بأزمة “خليج الخنازير” بعد وضع الاتحاد السوفييتي صواريخ موجهة نحو الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1961، وكادت تندلعُ حرب نووية مدمرة، قبل أن تحل الأزمة بالحوار بين السوفييت والأمريكان وتنفس العالم الصعداء من جديد، والأزمة الثانية الصعبة جاءت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 وقبله تفكك دول المنظومة الاشتراكية في عام 1990، اعتقد الأمريكان وحلفاؤهم  بأن الدور قادمٌ على كوبا الاشتراكية، ولكنها من جديد تصمد لمدة ثلاثين عاماً على انهيار التجربة الاشتراكية في بلدان أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي، وتواصل مسيرتها الثورية في تعزيز الصمود والتحدي لمواصلة المسيرة النضالية والاشتراكية التي بدأت منذ 1959، بالاعتماد على طاقات وقدرات شعبها الذي أثبت بأنه متمسك بخياره الاشتراكي بالرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تعترض طريقه في البناء والتقدم والاستقرار.

 ومع أوضاعها الصعبة تمد كوبا يد المساعدة للشعوب والبلدان معبرة عن التضامن الأممي مع  تلك الشعوب والبلدان بما فيها المحسوبة من  ضمن الفلك الأمريكي في أوروبا وبعض البلدان في ظل  جائحة كورونا  عندما تخلت عنهم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لتواجه مصيرها لوحدها، فهذه هي طبيعة الفكر الرأسمالي القائم على استغلال ونهب خيرات ومقدرات البلدان والشعوب، فكر يرسخ مفاهيم حب الذات والأنانية عند الفرد ، بعكس الفكر الاشتراكي الذي يرسخ المفاهيم والقيم الإنسانية القائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية وتعزز روح الأخوة والتضامن الأممي مع الشعوب والبلدان الفقيرة والغنية منها، لهذا تلجأ الإمبريالية الأمريكية مابين الفينة والأخرى لزعزعة الاستقرار والأمن في كوبا  تحت عناوين مختلفة، لخلق حالة من التذمر والتحريض على النظام الاشتراكي، ولكن وعي القيادة والشعب الكوبي يسقط تلك المخططات والمؤامرات في كل مرة تحرك فيها  الإمبريالية الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية أدواتها في كوبا، ومن هذا ما حدث عندما عملت الدوائر الأمريكية وأدواتها على تحريض فئات من الشعب الكوبي في شهر يوليو الماضي ضد النظام الكوبي مستغلة الوضع الاقتصادي والسياحي الذي تفاقم بسبب جائحة كورونا.

 يحتاج النظام في كوبا لإدخال بعض التغيرات والتحديثات ولكنه يحتاج إلى أموال كبيرة وهو يعيش الحصار منذ ستين سنة وجاءت جائحة كورونا لتفاقم الوضع المتأزم، بالرغم من أن كوبا لديها نظام صحي يضاهي دولاً متقدمة في العالم وهناك الآف الأطباء الكوبيين العاملين في كوبا وفي العديد من بلدان العالم، بشهادة منظمة الصحة العالمية بأن النظام الصحي لديها من أفضل النظم الصحية في العالم .

بالنسبة للأحداث الأخيرة قال اَرويل سانشير صحفي كوبي ومدير مجلة ورئيس مجلة هيريبييا الكوبية للميادين نت، إن كوبا تتعرض لحرب غير تقليدية حيث تقوم مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بلعب دور يرتبط بشكل مباشر بالحرب الاقتصادية، ولفت إلى أن هذه الحرب الاقتصادية تخلق العديد من الصعوبات والحاجات لدى السكان وهنا يكون دور وسائل الإعلام تهميش عواقب الحرب الاقتصادية كمسبب رئيسي للوضع الصعب الذي تعيشه البلاد، وإظهاره كنتيجة لتقصير حكومي من قبل الدولة الكوبية، وعدم رضا الكوبيين عن الوضع الراهن والنظام السياسي والاجتماعي، كما أشار إلى أن تغيير صورة الأحداث في البلاد وإظهارها وكأنها فقدت السيطرة على الحكم من أجل تبرير تدخل إنساني لأهداف سياسية وهو ما يقوم به اليميني المتطرف من مدينة ميامي الأميركية والمافيا الكوبية الأميركية”.

هدف التدخل الإمبريالي الأمريكي في كوبا واضح، وهو إسقاط النظام الاشتراكي هناك، وهو ما عجزت عنه كل الإدارات السياسية الحاكمة في البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1959 وحتى اليوم، وسوف يفشل الشعب الكوبي تلك المؤامرة ويعزز ويطور من نظامه الاشتراكي ليواكب العصر الحالي نحو الرقي والتقدم ، مثلما تحقق بعض الأحزاب اليسارية والاشتراكية في أمريكا اللاتينية الانتصار تلو الانتصار في بلدانها ، فتأثير الأفكار الاشتراكية لازال قوياً هناك، ولن تستطيع الإمبريالية الأمريكية وقف ذلك المد الذي يستند على الإنسان وإرادته في التخلص من الاستغلال والظلم ورفض الهيمنة والاستعباد من قبل الرأسمالية ، سيبقى النظام الاشتراكي في كوبا صامداً بإرادة شعبه وتضامن الشعوب المناضلة معه.