شفاه

0
79

الشفاه

التي تردد من حولي

كلامَ الرياح، ذاك الخفيّا

هَمستْ لي، فمرّ غيمٌ على وجهي

وصَاحتْ، فأطبقتُ جفوني

وتَمتمتْ، فانتبهتُ لي

وأرتني المعنى فلم أدرِ ما هُوْ

ضَحكتْ، فارتددتُ للخلف

وأغلقتُ أذني، عضضتُ لساني

قلتُ لا تقلِ الآن، لا تفتحْ فما،

إنها تريدك أن تنهدّ إثرها كلمةً بعد كلمة

لا تقل، هل أخذتَ من ذلك الفمِ الكهفِ،

من فمِ الظلمةِ التي فيك،

من فمٍ يجهلُ السكوتَ؛

أخذتَ شيئًا إلا التلفتَ للخلفِ

وجرَّ ساقيك في دربٍ سوى ما تريد

لا تفتحْ فما، إنه طريقُك للتيهِ.

ولم أهدأ، إلى أن لفّتْ عباءتَها الريحُ

من خلفي، وغابتْ

ككلمةٍ تُهمس في الآذان،

لكنها ككلِّ الكلامِ، لم تعنِ شيّا.

2.

بسبب

ربما، أو بدون سبب

سقنا الرياح لأحلامنا، فانقضت

ولأوهامنا، فتقطع من دونها الدرب

للصمت أو للصدى

فتثاقلت الريح عن حملها

للخيال، فكان الهرب

بسبب

أو بدون سبب

تائهون، وما تلتقي يدنا بالوصول

نتساقط من بعضنا، تختفي

في ملامح آحادنا

تفاصيلُ مجموعنا

بيضاء أوجهُنا، كدويّ العواميد

في الطرق الموحشة

بيضاء فارغة، تلك،

هذي الشفاه التي افترقت

كي تقول:

وكي لا تقول:

الأفول.