البحرين
لازال الوضعُ المعيشيُّ يشكِّلُ الهاجسَ الأولَ لدى المواطنين، وقلقاً دائماً، تتداخل فيه هذه العناصر وبشكل أدق هذه المتطلبات الرئيسية (التعليم، العمل، السكن، الصحة، الزيادة السنوية للمتقاعدين، تسديد الديوان، هذه التي تشكل القلق لدى المواطنين وتحديداً أصحاب الدخل المحدود ومعهم مايعرف بالفئة أو الطبقة الوسطى إن وُجِدَت، إذا لم تتلاشَ وتدخل في تصنيف أصحاب الدخل المحدود، واقعٌ مؤلمٌ للمواطنين وأسبابه عديدة سبق أن كتبنا عنه في مقالات سابقة، ولكن كارثة التجنيس السياسي واحدة من أهم الأسباب، لأنها تتعلق بتوفير الخدمات الأساسية التي تمَّ ذكرها سلفاً، مَنْ اتَّخَذَ قرارَ التجنيس كان همُّه تحقيقَ أهدافه المحددة مسبقاً، ليس مهماً بالنسبة له حدوث أزمة أو تفاقم الوضع المعيشي في البلاد، ولا يهمّه لا حاضر ولا مستقبل الوطن، وعندما احتاجوا إلى سيولة نقدية مالية لجؤوا إلى فرض الضرائب والرسوم المالية على المواطنين.
المواطنون ليسوا شركاء في القرار السياسي، والسبب واضح ؛ مجلس النواب صلاحياته منقوصة، فالناس تحمِّلُ أعضاءَ مجلس النواب كل ما تعانيه من أزمات ومشاكل، وكأن الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية غير مسؤولة ما آلت إليه من ظروف وأوضاع صعبة، تحول الموضوع لدى البعض من المواطنين إلى كرهٍ للمجلس والمطالبة بحلِّه وتوفير أمواله للميزانية العامة، والسلطة تسمع وتتفرج على هذا الإخراج الدرامي، تعرف الواقع وتستطيع تغييره، ولكنها لا تعمل من أجل التغيير المنشود، ولديها ما تقوم به إذا أرادت، وبالأخص في قضايا التصدي إلى آفة الفساد، وما أدراك ما الفساد، تكفي تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية على مدار عشرين عاماً تصدر، باحت الأصوات وهي ترفع عالياً كل سنة، ليس من أجل السماع والسكوت، من أجل المساءلة القانونية وتنفيذ ما جاء في تلك التقارير، هذا شيء من الحل، ستظل السلطة التنفيذية تتابع ما يطرح في السوشال ميديا من الأوجاع والآلام، وتتعاطف مع المواطنين لإيجادِ حلٍ لهذا الموضوع أو ذاك أو تأجيل آخر، وهكذا تتعاطى مع واقع الناس المؤلم بالحلول المؤقتة” المسكنات للألم”، والحديث يطول.
العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
فجر يوم الثلاثاء 9 مايو 2023، جرى العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قُتِلَ وجُرِحَ العشرات من الفلسطينيين بمافيهم قادة من المقاومة الفلسطينية، في عدوانه الإجرامي الذي استمرَّ لمدة خمسة أيام متتالية قُتِلَ فيه الأطفال والنساء والشيوخ وهُدِمَت البيوت على أصحابها، واستخِدمت الأسلحة المحرَّمة دولياً بالتواطؤ مع الإمبريالية الأمريكية وصمت عربي رسمي، فقط شجب وإدانة، فالمطبعون ماضون في قطار التطبيع، لا يخجلون ولن ينزلوا في المحطات القادمة .
واقع عربي رديء، لم يتوحد العرب في إسقاط المشروع الصهيوني، بل البعض منهم أصبح جزءاً منه، هدفه واضح تدمير البلدان العربية من خلال المخططات والمشاريع الصهيونية تُنَفَذُ أجندتُها فيها تحت غطاء شركات أو مؤسسات تجارية وصناعية وبأسماء أوروبية وأمريكية وفي البلدان العربية المطبعة تتعامل تلك الشركات بأسمائها الصهيونية، والشعب الفلسطيني الشقيق يُقتل ويُعتقل ويُحرم من حق العودة إلى فلسطين، قبل أيام مرَّت ذكرى النكبة في فلسطين قبل 75 سنة بالإعلان عن قيام الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948، شُرد وهُجر الشعب الفلسطيني في الشتات القريب والبعيد، وقدم الشعب الفلسطيني قوافلَ من الشهداء والأسرى والجرحى من أجل حريته واستقلاله الوطني طوال تلك السنوات ولازال مستمراً، بإرادته ووحدته سوف ينتصر ويؤسس الدولة الفلسطينية الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
حرب الجنرالات على السلطة في السودان
السودان منذ الاستقلال الوطني في الأول من يناير عام 1956، حتى هذه اللحظة ، لم يستقر بسبب الانقلابات العسكرية، ولكن الفترة الأطول في الحكم العسكري “الجنرال المخلوع البشير”، جاء انقلاب البشير والأخوان المسلمين في 30 يونيو سنة 1989، ثلاثين سنة حكم السودان باسم جبهة الإنقاد، وحكم العساكرُ السودان طوال تلك السنوات ال 67، وسرقوا خيرات وثروات الشعب السوداني، وقسَّموا الوطن، وساندوا ودعموا القوى المتطرفة “الإسلامية ” ضد القوى المدنية والديمقراطية، وساهموا في بروز النزاعات القبلية والمناطقية والعرقية، ونسجوا علاقات مشبوهة مع القوى الإقليمية والأجنبية بما في ذلك الكيان الصهيوني، كان همُّ الجنرالات مصالحَهم، حتى لو كانت على حساب السيادة الوطنية للسودان، ليس همهم بناء السودان ومنذ أكثر من شهر ونصف يستمر الصراع على السلطة بين جنرالات السودان يقتلون الشعب السوداني ويدمرون السودان من أجل السلطة حتى لو ذلك كان بالنار والحديد سيواصلون القتال بينهم، بكلمات لم يبنوا وطناً اسمه السودان .