Sunday, May 19, 2024

الذكرى العاشرة لرحيل القائد الوطني علي دويغر

المناضلون الذين ناضلوا  وضحُّوا من أجل أوطانهم وشعوبهم لا يرحلون، يبقون في الذاكرة الوطنية مخلدين لمآثرهم البطولية والشجاعة في النضال الوطني ضد الاستعمار والقوى السلطوية الحاكمة، ففي بلادنا هناك العديد من القادة والمناضلين الذين بفضل تضحياتهم الكبيرة تحقق العديد من المكاسب لشعبنا، ولكن الدولة لم تنصف هؤلاء الذين قدّموا زهرة شبابهم من أجل هذا الوطن، بأن تخصص بعض الشوارع أو المدارس أو بعض القاعات الرسمية بأسمائهم، وبالأخص الذين بدأُوا حياتهم النضالية منذ صباهم ضد المستعمر البريطاني، تقديراً وعرفاناً لذلك التاريخ المجيد، كل البلدان والشعوب تعتز برموزها وقادتها وبالأخص الذين لهم مآثر كبيرة وتركوا بصمات خالدة في أوطانهم.

نحن بصدد الحديث عن واحد من هؤلاء المناضلين الشجعان، الذي تمر الذكرى العاشرة على رحيله في السادس من شهر سبتمبر عام  2013، رحل بعيداً عن دفء الوطن ، ودُفِنَ هناك في السويد، بعيداً عن الوطن الذي أحبه وناضل من أجله، أنه القائد الوطني المناضل الرفيق علي دويغر، أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني البحرانية، هذا المناضل الذي اُعتقِل ونُفي خارج الوطن لأكثر من مرة، ففي انتفاضة مارس المجيدة عام 1965، أول من اُعتقِل من مناضلي الحركة الوطنية البحرينية في 12 مارس 1965، وآخر من أُطلِق سراحه في نهاية عام 1967، صمد صموداً بطولياً في السجن بالرغم من التعذيب القاسي الذي مورس عليه ووضعه في زنزانة انفرادية لأشهر، قام بدور كبير في قيادة جبهة التحرير الوطني في داخل البحرين، وله دورٌ تاريخيٌ هامٌ، نذكر بعضاً منها، تكليفه بكتابة برنامج “جتوب ” الذي صدر في عام 1962، وبخط اليد في أول إصدار  للبرنامج السياسي، برنامج ( الحرية، الاستقلال الوطني، المساواة، التقدم الاجتماعي، السلم)، التوقيع باسم الجبهة  مع جامعة الصداقة بين الشعوب “باتريس لومومبا” في موسكو في عام 1962 من أجل ابتعاث الطلبة البحرينيين للدراسة فيها، إقامة علاقات مع ممثلي  العديد من الأحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والأجنبية، وكذلك المشاركة في مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي. بدأ الرفيق الراحل أبو فريد المشاركة من عام 1959، شارك  في كتابة برنامج “كتلة الشعب” الانتخابي، قبل أن يطلب منه الضابط البريطاني هندرسون وجهاز أمنه،  بمغادرة البلاد وحرمانه من الترشح في أول انتخابات نياببة تجرى في البحرين بعد نيل البحرين استقلالها الوطني في عام 1971 .

 بعد الانفتاح السياسي في فبراير من عام 2001، كان يركز على ثلاث نقاط بأن تهتم بها قيادة المنبر التقدمى، الممارسة الديمقراطية في داخله، التعليم من المهم بأن يكون المناضل إنساناً متعلماً لكي يساهم في التغيير والإصلاح، التركيز على الشباب والاهتمام بهم، هم مستقبل الحزب والوطن  .

ستبقى يا رفيق أبا فريد  في ذاكرتنا الوطنية، لك المجد والخلود في ذكرى رحيلك العاشرة.

آخر الأخبار

أخر المقالات