وحشيّة العدو الصهيوني وهمجيّته

0
74

ليست الوحشية والهمجية بصفتين جديدتين على العدو الصهيوني، منذ تأسيس كيانه الغاصب للحق الفلسطيني والأرض الفلسطينية، فتاريخه حافل بالمجازر والمذابح ضد الفلسطينيين، ومليء باسماء  البلدات والقرى والمخيمات التي اقترفت فيها كل هذه الجرائم البشعة، فضلاً عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والاستحواذ عليها، واعتقال وأسر عشرات الآلاف منهم، وممارسة شتى صنوف التعذيب والتنكيل بحقهم، وفي هذا يشترك جيش العدو واجهزة استخباراته وقواته الأمنية وعصابات مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس وغيرها، التي بلغت حد الفجور في التنكيل بسكان المخيمات والبلدات الفلسطينية، وتدمير المنازل والقتل العشوائي للمدنيين العزل.

قرابة ثمانية عقود متواصلة وهذا العدو الفاجر مستمر في جرائمه، التي تكشف عن طابعه العنصري والفاشي، وسط تواطؤ الغرب الراعي له والحاضن، والمتستر على جرائمه، منذ وعد بلفور المشؤوم حتى اليوم، حيث يكرر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قوله من إنه لو لم تكن إسرائيل قد وجدت “لكان علينا أن نوجدها”، معطياً إياها الضوء الأخضر في ارتكاب جرائمها ضد فلسطين وأهلها، وما كان للبربرية الإسرائيلية أن تتمادى في بربريتها في غزة لولا الدعم الأمريكي السافر الذي تحمل بايدن عناء السفر إلى الكيان للتعبير عنه من هناك، ومثله فعل وزيرا خارجيته ودفاعه، وعلى الخطى الأمريكية سارت كبريات الدول الأوروبية: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وغيرها في إظهار دعمها السافر للحرب الهمجية على غزّة.

لقد أظهر هذا الكيان الوحشي، الهمجي، البربري، ضعفه وهشاشته، بسبب فقدانه الشرعية التاريخية، ولكونه كياناً مصطنعاً دخيلاً على المنطقة، رغم ما يزوّده به الغرب من أسباب الدعم والنصرة، عسكرياً واقتصادياً، حين نجحت الفصائل الفلسطينية في احداث اختراقها غير المسبوق لغلاف غزّة، مصيبة غرور العدو بطعنة لن ينساها، فأراد أن يعوّض عن خيبته بحرب الانتقام  على غزّة وأهلها، ولم يتردد في ارتكاب كل الموبقات، خاصة لجهة قتل الآلآف من الأطفال، وبينهم الكثير من الرضع، والنساء والعجائز، وتدمير البيوت على ساكنيها واستخدام الأسلحة الفتاكة كالقنابل الفسفورية، وقصف المدارس التي أصبحت مأوى للمدنيين بعد استهداف منازلهم، وكذلك المستشفيات، دون الاكتراث بسلامة وحياة المرضى والكوادر الطبية، بحجة أن حركة “حماس” تستخدمها كمواقع للتحصن، ورغم سيطرته على هذه المستشفيات لم يقدّم العدو أدنى دليل على صحة ما يكرره من مزاعم باطلة لتبرير جرائمه التي يفترض أن يندى لها جبين العالم.