طائرٌ أحمر

0
8

عليكم يشيرُ،

مثلثُنا الأحمرُ

ولن تجدوا ملجأً منهُ

هيهات لن تقدروا

فليس لكم غيرُ درب الرحيل

إذا ما تمكنتمُ فادبِروا

سينزلُ كالمستحيلِ عليكم

ولن تشعروا

يُلاحقكم أينما كنتمُ

فتوخّوا ولا تنظروا

سيرشدنا نحوكم

كلُ هذا الدمارِ الذي شئتموه

وترشدنا صرخةُ الشهداء

ويُرشدنا الطفلُ

إذ وهو في كَتفِ والدِه يُقبَرُ

سترشدنا نحوكم طفلةُ

وتشيرُ إليكم، وإن كان إصبِعُها يُبتَرُ

تدلّ عليكم دماءُ الضحايا

وأشلاءُ أطفالنا، وارتعاشاتهم

وذهولُ الذين نجوا كي

يعيشوا وكي يثأروا

سيقولُ لنا عن أماكنِكُم

شجرٌ نحنُ من طينِه،

طائرٌ نحنُ نحو السماءِ

رميناهُ من دمنا، فتجلّى لنا

ويقولُ السحابُ إذا يُمطِرُ

والنهار وما أشمسّ منهُ

المساءُ وما يُقمِرُ

ويدلُ عليكم،

مثلثنا.. ومثلثنا أحمرٌ،

ومثلثنا حجرُ

نبتت في الأكف التي

قصفتها مدافعكم

في العيون التي

فُتحت في الغبارِ،

الشفاهِ التي كبّرت وهي تلفظُ أنفاسها

في الرقاب التي ارتفعت كعمودٍ من النارِ

في الدمِ إذ يَهمُرُ

الألوفُ من الأسهمِ الحُمرِ

سوف تُلاحقكم،

الألوفُ التي كلما زاد طغيانكم

تكثرُ، والتي كلما.. تكثُر

والتي.. تكثرُ

طائرٌ أحمرُ

مثلثُنا فوقكم

طائرٌ من غضب

طائرٌ من لظى ولهب

يحلّقُ كالصقرِ فوق احتمالاتكم

ويحطُّ عليها وينسفها، ثم يترككم في المهبّ

ولا شيء يمنعُهُ عنكم

لا الحصونُ المشيدةُ

لا أمريكا، ولا وحشُ عدوانِكم

لا تعامي الذين رموكم إليه،

ولا طعناتُ الأشقاء،

ليس لطوفاننا غيرُ هذا المصبّ

فاهربوا، قبل أن يتعالى

وينسدَّ بابُ الهرب.

مثلثُنا نجمةُ الوعدِ

إذ نستدلُّ عليه بها

ونجمتُكم،

جاءها أجلُ اللهْ

وآجالهُ لا تحيدُ ولا تذرُ

فابطشوا مثلما شئتمُ

إن موعدنا الصبح

وها صبحُنا

رغم هذي الدماء التي في الوجوه

من وجهِنا يُسفرُ.