(1)
تُغادِرُ عَنَّا وطيفُكَ لا يُغادر
رَذاذُ الشَمسِ أَنتَ
أنتَ لنا
لستَ سِِوى مُسَافر
(2)
تغادرُ
لا يغادرُ وجهُكَ البلادَ
التي اصطليتَ في عِشقها
لا يغادرُ حرفُك زَبَدَ البَحر
التي هِمتَ في بياضِها
تَحَوَّلَ قلبُكَ إلى بَياضِ الأنبياء
لأنك الفضاءُ كلُّه
أنتَ كل حُروف الهَجَاء
(3)
تعانقُ أرضَكَ الآنَ مؤثثًا بالشُعاع
رَهيفٌ جَسَدُك لا يُغادِر
فَوَجهُك مثلُ رَذاذِ الفَجْرِ البَاهِر
هذه الأرضُ مَهرَجانُك الأبدِيُّ
تَزفُّكَ قمرًا في الريحِ
فأنتَ للكَادحين حُلمٌ عَاطِر
(4)
في سَحَناتكَ السَمراءُ كنّا حَيارَى
ففي وجهكَ رأيتُ جيفارا
يا جيفارا هذا الوطنُ المعشوقُ
يا عاشقا يَتَثَنَّى في أناشيدِ الحريةِ
وجهُكَ نُجُومٌ تَتَلألأُ
فوقَ ذَرَّات الغُبارِ المُستَهامَةِ
وأنتَ تغادرُ المكانَ ولا تغادر
فأنتَ في الذاكرةِ مَوجٌ هادِر
(5)
تَرجَّلت أيُّها الوَفِيُ ولم تترجَّل
مِن صَهوتِك فارسًا عنيدًا
حصانُكَ ما زال يَعدو
نحو المدنِ التي تَرسِمُ الشمسَ خُبزًا
تركتَ اسمكَ في الجرائدِ
خَبَرًا أحرقَ أفئِدةَ العصافير
في هذا الزمنِ الغادر
ووجهكَ ما زال يحاوِر
طرقاتكَ القديمةَ الجديدةَ
وَيَظَلُّ وجهُك في الذاكرةِ
وجهًا ثائر
(6)
وتُغادر …………….
يُغادرُ كلُّ شيءٍ
وحُلمُكَ لا يُغادر