أصبحت السوق السوداء للأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية الأمريكية واقع تستخدمها الـ(C.I.A) للحرب والتهديد لكل شعوب الأمم ضد حريتها وحفظ سلامها، كما تستخدمها للمهمات القتالية الإرهابية، زاعمة أنها تستخدمها ضد الإرهاب الذي هو من صنعها، مهما ادعت في تبريراتها لم تستطع اقناع العالم بأحادية حربها على الإرهاب في الوقت الذي يشهد العالم عكس ذلك، فالعالم اليوم بات يشهد بأم عينيه كيف تتزعم واشنطن ارهاباً يسود بقاع العالم، فما حدث على الساحة العراقية بصورة سافرة، حيث عمليات التعذيب في سجن (ابوغريب) ونهب الدولارات التي أعدّها ابنا الرئيس العراقي صدام حسين، عدي وقصي، بقصد الهرب بها إلى خارج العراق، والقتل الممنهج للأساتذة والأطباء والعلماء في مجال الجيولوجيا والهندسة وغيرها، والصحفيين الدوليين ومراسلي الوكالات الدولية، وحتى الصحفيين الأمريكيين لم يسلموا من جرائم القتل في فندق فلسطين، وقد عاث الجيش الأمريكي فساداً، وقتل المدنيين بالصوت والصورة، كما قاموا بفتح السجون التي تحوي القتلة والسفاحين ليرتكبوا عمليات النهب والقتل والاغتصاب، ومن ثم قام الجيش الأمريكي بنهب محتويات المتحف العراقي الشهير واطلاق النار على ما تبقى من أثار لم يتمكنوا من نهبها وتخريب متعمد بصورة عشوائية بشهادة الصحافة المصورة على شاشات التلفاز دولياً، كما قاموا بإطلاق النار عشوائياً على المدنيين العزل واللحاق بهم بعد أن لجأوا إلى أحد المساجد وقتلهم رمياً بالرصاص.
إنها وصمة عار في جبين الإدارة الامريكية، وفي أحد الأيام قام أربعة جنود بريطانيون بمحاولة زرع قنابل لتفجيرها عن بعد وسرعان ما كشفوا من قبل الشرطة العراقية ووضعوا في أحد مراكز الشرطة قيد التحقيق معهم لكن قيادة الجيش البريطاني سارعت إلى المطالبة بإطلاق سراحهم والا سيقومون بتفجير المخفر ومن ثم استطاعوا تحريرهم دون قيد أو شرط رغم أنهم اقدموا على عملية بالجرم المشهود، وهناك العديد من الصور الاجرامية بطلها سجن (ابوغريب).
إن كل ما يجري على الساحة العراقية إلا أن النظام العراقي بزعامة حزب الدعوة الحاكم المنصب من قبل القيادة الامريكية، ممثلة الحاكم الفعلي (بريمر)، وما الحرب التي تصدر من البيت الأبيض والتي تزعم بأنها ضد الإرهاب، حيث يزعم المحللون والخبراء العاملين لديهم إلا ستار للأعمال الإرهابية التي تنفذها الإدارة الامريكية بقيادة الـ(C.I.A) ، فقد صدرت تقارير تنتقد سياستها عن سجن (ابوغريب)، وأوضحت هذه التقارير تجاوزات القيادة الأمريكية بالقيام بالاعتداء على مؤسسات الدولة العراقية وانتهاك حقوق الانسان بالإعتداء على الشعب العراقي الأعزل، بدريعة اسقاط نظام صدام حسين الإرهابي.
لكن الشعب العراقي البطل واصل حربه على الاستعمار الأمريكي الذي دخل العراق وعاث فيها فساداً بحجة تدمير أسلحة الدمار الشامل، والتي أضحت أكذوبة أرادت الإمبريالية تمريرها لتدمير العراق، حيث رأى في نظام البعث المتطرف فرصة للانقضاض على العراق الغني بالبترول، والذي سار في مرحلة بناء وتنمية قبل مجيء صدام، الذي انفرد بزعامة الحكم.
وبدخول المحتل الأمريكي دمّر الوطن وانقضّ على كل المؤسسات الوطنية ودمرها تدميراً شاملاً، وفسح الانتهاكات من قبل المخابرات الصهيونية (الموساد) وأطلق العنان للقوى الرجعية الظلامية لتمارس الحرق والقتل للقوى الوطنية المعارضة حيث قامت بتصفيات جسدية وحرق مقرات أحزاب المعارضة، وغرق العراق في بؤرة من الانتهاكات والفساد ووصلت البلاد لتدمير البنية التحتية، وبذلك تخلت بعض الدول التي وقفت إلى جانب الإدارة الامريكية عنها، بعد أن توضحت لها الكثير من الحقائق وأكذوبة وجود سلاح تدمير شامل.
وانعكس هذا التحول على الجنود الأمريكيين، حيث تسبب في تدّمر ويأس في صفوف المقاتلين لدرجة حالات الانتحار وتركت سلبيات على حياة الشعب العراقي، حيث طالب التعجيل بضرورة الجدية في اصلاح ما بنته من سياسات فاشلة في اتخاذ خطوات الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، والتي أدت إلى تداعيات سلبية جداً على الأصعدة نتيجة مغامرة فاشلة بشهادات المحللين الأمريكيين والغربيين، وذلك لبشاعة السلوك الإجرامي التي اقترفته الآلة الامريكية والبريطانية.
اليوم لم يعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) يفتل عضلاته كالسابق، حيث كانت تهديداته المتسارعة في كل وقت، ولم تسلم بقعة من بقاع العالم إلا ونتشر فيها الرعب، واضعاً أقدامه على أي أرض ينوي استغلالها دون رادع دولي، الامر الذي يجعله يتمادى ويزداد عدوانية ً بعد أن صار القطب الأوحد في العالم يشرع اقتصاده بما تقتضيه مصالحه، يأمر وينهي وبالقوة، يحتل ويبتز معتقداً أنه سيستمر في هذا السلوك.
اليوم يشهد العالم من يقف في وجه هذه الآلة التي تستمر في استغلال أصدقائه التي استخدمها كقواعد عسكرية فقط ووجد في الدولارات سنداً لاقتصاده حيث تواجه روسيا حلفاً بأكمله (أكثر من 27 دولة) لوحدها، وإن استمرت الآلة الامبريالية في مواصلة الحرب عن طريق وضع أوكرانيا طعماً لضرب روسيا ستدفع الثمن غالياً.
لقد وعت الشعوب للمؤامرات الإمبريالية، وأخذت خطوات لمعالجة التباعد المذهبي والقومي رغم استمرار الآلة الامبريالية بزعامة أمريكا وآلتها الـ (C.I.A) في بث النعرات الطائفية والقومية، لكن هذه الخطوات فات أوانها، فالعلاقات السعودية الإيرانية ماهي إلا بارقة أمل مشرق وتباشير خيراً للأمم.