ربما ونحن نجري في الغابات تفترسنا الذئاب
ربما نسمع صراخ الغرقى في البحيرات منذ ألف عام
هربا من حروب عبثية زائفة!
ماذا يدور في حقول القتل؟
ماذا يدور في المدن سارقة أحلام الفلاحين ورعاة الإبل؟
لا أتذكر غير أنين امرأة في الليل تبحث عن ابنها المفقود
أتذكر انتظار الفجر حيث الحزن يسكن الليل
كمن ينتظر موتا قادما مع غياب القمر في الأودية والجبال.
لن أعود اليك أيتها المدن الغبية
أيتها المدن حاملة الكآبة والعدم واللصوص والمشوهين من رداءة الأعماق
أود أن أبقى وحيدا وأعيش كمن يتبع النجم في طريقه إلى بيت لحم
أو كمن كتب مراثي الكون في الصحراء
هرع إليها حافيا واختبأ بها عن الجلادين والطغاة وسارقي حليب الأمهات
من الرضع قبيل الفجر.
كل شيء مطفأ
كل شيءٍ مطفأ
كالرياح وهي تواجه عبث الأيام
البحر خالق فراق الأحبة
انحسر صامتا.
كنار تهدأ ويهدأ معها الحب
تهدأ فراشات الفجر
يهدأ نقيق الضفادع الليلي
عند منابع الأفلاج.
النسوة يغتسلن فجرا من عبث الليل
يتحدثن: غدا في الفجر يعود الفارس السحري
معه أسماء المفقودين وجثث الأحبة القتلى.
من يرسل إلينا في هذا الليل الصمت؟
بعد العودة من دفن ضحايانا
من يرسل إلينا الورد
حنين الأطفال
إلى كراس الواجب
إلى أحذية المدرسة البالية
إلى الشجرة الأم
في وحدتها عند النبع؟.