أكبر من الخوف.. أقسى من الفزع

0
12

إنه شعور قوي بالرهبة تجاه ما نشاهده ويشاهده العالم بأسره كل يوم. أحياناً أتساءل، هل يوجد أكثر من هكذا توحشاً وإجراماً؟، وهل قابله أبشع من هكذا تبلداً وتواطئاً عالمياً؟

في حقيقة الأمر، لا تعنيني السياسة بكافة أكاذيبها وتلاعباتها وتقلباتها وشرورها وجشعها وأجنداتها. ولا تهمّني الأطياف والانتماءات والمحسوبيات والتكتلات والأوراق الرابحة والخاسرة ، لكنّ اليقين ثابت بأحقية الأرض لأصحابها، لن يتبدل، والحقّ سيحق ولو بعد حين،

وأن الباطل قد تمادى في شروره لأكثر من عشرة أشهر، لم يفرق بين بشر وحجر. معربداً خلف أوهامه في بعثرة كلما كان فوق الأرض.

تتسمر بين عيني مشاهد الأطفال وهم يركضون فزعين، وكأنهم كانوا داخل كهوف لا ماء ولا طعام، يصرخون بأصوات كلّت وملّت، لم يبق أحد من عائلاتهم يحتمون به، ولم يعثروا على دكّة او نصف جدار يتوارون خلفه من اسراب الغربان التي تطاردهم. في عينيهم ما لا تستطع علوم الدنيا تفسيره. شيء أكبر من الخوف، أقسى من الفزع، أشدّ من الإصرار.

هل فكّر أحدنا ماذا سيختزنون من صور لو قُدر لهم النجاة؟ وكم من التشوهات التي ستطالهم، سواء الجسدية والنفسية والعقلية؟، هل حاول أحدنا ان ينظر إلى محاجر عيونهم ليرى الدمع الجاف والتحدي والإصرار واليقين والثبات والخوف والفزع والأمل، ليرى كل المشاعر ونقيضها. ليرى أنهم يشيعون إنسانية هذا العالم المتجبر إلى مثواها الأخير ؟