تبقى هكذا في اللا حدود

0
58

“بقيتُ متفائلا كما في السابق غير أن تفاؤلي الذي كان ورديًا أمسى الآن يشمل كل ألوان الطيف بما فيها الأسود، وهذا ما يجعله أصيلًا وفعالًا، لكن يجدر بنا أن نكافح من أجل هذا التفسير للتفاؤل”.

يفغيني يفتوشنكو/ أديب وفنان روسي

كما المعلومات في رسوم اشتراكٍ روتينيّ،

الرأس: على حافة الفرص الكاملة

المسروقةِ من حياة.

القبيلة: قوافل تائهة.

لون العينين: ثلاثة عقود عراقية.

لون الشعر: خربشات أطفال

وخطوط حرية سوداء.

القامة: تسلّل لبهجاتٍ على غفلة من دجلة والفرات.

وكما في رسوم الاشتراك القسريّ

أجلي حواسي عن المكان

أدقّ مسمارين مكان بصمتي

أهرب من نهيقهم.. وأطير بلا علامة؛

غير قُبلة زرعتَها يوما على عجل

أمام باب دارٍ فُتح على يتيمين.

***

كما رسوم الاشتراك في عَدَم.

هادئة في حديقة عامة

أمامي شاشة واسعة لا تسرّ الناظرين

منزوعة من السلاح.

لا أخيب ظن مُنحة وجدتُها بين أصابعك.

وأقول:

يااااه من الجيد أنهم مجرد فلم سيكون له نهاية.

***

كما الاشتراك في سفرةٍ طويــــلة

مثل مسافة بين عتبة بيتك إلى مدخله

حين تُخرج روحك

كي تتحمّل الدخول.

كما الحضور في مباراة رياضية

تصادف نظرة ضغينة من جمهور الآخر

ولا تبتسم أيضا.

تركل برأسك رؤوسا أينعت

لأنها لم تبقك على كتفيك،

ثم تصرخون من البهجة

لأنكم تحررتم أخيرا من عفن أجسادكم.

***

كما العيش في وطنٍ عاقٍ

تظلّ تقنع نفسك بأنك أشبه بوالدين حنونين

حتى حين يغادرهما الابن بلا وداع.. يبتسمان.

وتبقى هكذا في اللاحدود

ترى البلد عاريا

حتى آنذاك تقول:

 يا له من  طفل عاق

لنُسمِّه وطنا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا