بقلم: Andrea Donofrio
ترجمة: غريب عوض
الشيوعية الأوروبية: الواقع، والأمل
أحد أكثر المُفردات الشائعة تُستَخّدم في جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي Mundo Obrero عند الإشارة إلى تجربة الشيوعية الأوروبية كانت مُفردة أمل. لقد أعطت الشيوعية الأوروبية إنبعاث للأمل بأنهُ من المُمكن تشكيل قاعدة ثورية جديدة، ستلعبُ دوراً في عملية زعزعة إستقرار العالم السياسي الثُنائي القُطب المُعاصر، الذي تُهيمن عليه العلاقات بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي. ’في دولٌ مثل إيطاليا وفرنسا وأسبانيا … يبدو أنهُ يُمثّل، في عيون الجماهير، إستراتيجية سياسية موثوقة … إن ما كان مُغرياً هو أنهُ بدأ من المُمكن الخروج من سنوات من الجمود السياسي‘.
لقد أدى ’الأمل‘ الذي تولد عن طريق ظاهِرة الشيوعية الأوروبية إلى إثارة إهتمام سياسي وإعلامي قوي بِتصريحات قادتها، والإجتماعات الثُنائية والقِمم الثُلاثية. كان كل عمل أو تصريح أُعتُبِرَ كخطوة إلى الأمام في عملية تحدي الإتحاد السوفييتي، في تخلىٍ عن عقلية ’العقيدة السخيفة‘ [’أنا أعتقد ذلك لأنها سخيفة‘] ووضع نوعاً جديداً من الشيوعية على نِطاق دولي.
في بعض من المنشورات الحديثة قِيلَ إنهُ على الرغم من الأزمة المُزدوجة المذكورة آنِفاً، فإن الشيوعية الأوروبية كانت ’مُنتجاً حقيقياً لزمن مُشبّع بقدر مُعيّن من التفاؤل التاريخي‘. وقد قُدِمَ المشروعي الشيوعي الأوروبي على أنهُ نتيجة للحاجة إلى الجديد – الحاجة إلى التغيير إذا أرَدنا منع اليسار في أوروبا الغربية والشرقية من الإنجراف بعيداً عن بعضهما الآخر. وعلى حد تعبير الكاتب والفيلسوف الإسباني مانيويل ساكريستان Manuel Sacristan، فإن الشيوعية الأوروبية تُمثل ’الخط الأخير لتراجع الحركة الشيوعية الأوروبية في النهاية، مهما بلغت من الهاوية‘، أو في جهودها ’لتجديد التقليد التحرُري للماضي بشكل عميق، ودمج التطورات الأجتماعية الجديدة ومُحاربة التمثيل الزائف والمدفوع أيديولوجياً للواقع ضمن التقليد نفسه‘ (نفس المصدر). ولكن على الرغم من أن البعض وصفها في بدايتها بأنها الأمل الوحيد لليسار، فإنها في النهاية ربما تحوّلت إلى الأمل الأخير.
إن مُرادفات الأمل تشمل اليأس وعدم الثِقة والجزع. وهذا ما بدأت الأحزاب الشيوعية في إيطاليا وفرنسا وأسبانيا تَمُرُ بِهِ. وفي سياق الأزمة الإجتماعية والإقتصادية، ومع تزايد تطرف المُتشددين في مواجهة الوضع الأقتصادي المُزري، ومُطالبتهم بردٌ أكثر عدوانية، بدأ القادة الشيوعيون يصبحون أكثر إعتدالاً. لقد اختاروا العمل التوافقي بدلاً من المواجهة، والإتفاقات بدلاً من الصِراعات. وفي حالة أسبانيا في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان إنهيار جزء كبير من القاعدة الصناعية للبلاد لهُ عواقب إجتماعية كُبرى: البطالة وإنخفاضات في الرواتب وعدم الأستقرار وضعف فاعلية السياسات الإجتماعية أو عدم وجودها. وشَعرالعُمال، الذين كانوا يدفعون الثمن الأعلى للأزمة، بأن الأحزاب توقفت عن النِضال: ’عندما ندعو إلى التعبئة … يُخبِرُنا العديد من العُمال بأن ما يحتاجون إليه هو الوظيفة‘. وبدأ المُناضلون يشعرون بأنهم لم يَعودوا مُعتدلين بل أصبحوا بدلاً من ذلك شُرَكاء، وأن الحزب تَخلى عن رغبتهِ في التحول الإشتراكي للمجتمع.
وفي بُلدان أوروبا الغربية، أدى عدم الإستجابة لمطالب التجديد الأجتماعي والسياسي الجذري إلى زيادة خيبة أمل نُشطاء الحزب وإنزعاجهم. فقد أصبح الأُفُق الإشتراكي مُخففاً في بحر من التضحيات من أجل تلبية الإحتياجات الملموسة في تلك اللحظة، كما ضاعت أهداف التحوّل المُجتمعي في مُحاولة التغلُب على الصعوبات التي يفرضها الوضع. ولِهذا، في أسبانيا كما في إيطاليا وفرنسا، شَهِدت سبعينيات القرن الماضي درجة من الأنفصال بين قاعدة الحزب وقيادته، وهو الجانب الذي كان موضوعاً للدراسة في السنوات الأخيرة. ولم يدعم العديد من نُشطاء الحزب التوجه السياسي الأستراتيجي للزعامة نحو الأعتدال والإستسلام.
والمِثال الأكثر وضوحاً لِهذِهِ النَقلة من الأمل والحماس إلى خيبة الرجاء كان قضية إيطاليا. بينما حاول الحزب الشيوعي تقديم نفسه ’كالخيار الوحيد القابل للتطبيق في مواجهة خطر التراجع والتوازن الإجتماعي الهش والأزمة الأقتصادية الخطيرة، حمّلَ المُناضلون الحزب الشيوعي الإيطالي المسؤولية عن الوضع، بفعله أو بتقصيره. كما أن أعضاء اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الإيطالي يبدو أنهم على دراية بالنتائج المُدمِرة لفشل الشيوعية الأوروبية على مستقبل اليسار؛ وهم أيضاً تنبؤا بمستقبل مُظلم إن هم لم يتمكنوا، بشكل مُلائم، من فهم ومواجهة الوضع الذي كان سائداً في نهاية سبعينيات القرن الماضي.
مبدئياً تم تقديم الشيوعية الأوروبية كنقطة إنطلاق نَحْوَ حِقبةٌ زمنية جديدة، ولكنها أصبحت الآن نقطة وصول. في الحزب الشيوعي الإيطالي والحزب الشيوعي الأسباني، أدرك بعض النُشطاء أنهُ إذا فشلت الشيوعية الأوروبية، فمن المُرجح أن تُعيد الأحزاب النظر في استراتيجياتها بالكامل، أو تنقسم إلى فصائل صغيرة، أو حتى تختفي في طي النسيان. الرئيس السابق للحزب الشيوعي الأسباني فيرناندو كلودين Fernando Claudin الذي طُرِدَ من الحزب عام 1965، حَذَرَ بأن:
إذا سياسة الشيوعية الأوروبية ليست قادرة على المُساهمة بشكل فعال في التقدم الديمقراطي نحو الإشتراكية وأصبحت واقع ملموس؛ وإذا ما تبين للجماهير أنها مُجرد مُتَغيّرٌ بسيط من الإدارة الاجتماعية الديمقراطية للأزمة الرأسمالية، فإن بعض قطاعات هذهِ الأحزاب والعُمال قد ترتد على قيادات الشيوعية الأوروبية.
كما قال أيضاً:
تحتوي الشيوعية الأوروبية على الإمكانية والأمل في التغلُب على الأزمة العامة للحركة الشيوعية – في الرأسمالية الناضجة. ولكنها قد تكون أيضاً بِمثابة أُغنية البجعة … إذا لم تَفِ تجربة الشيوعية الأوروبية بوعودها، وإذا لم تتغلب الإشتراكية على إصلاحية الديمقراطية الإجتماعية، فسوف تتمكن الرأسمالية من إعادة تأسيس نفسها وسوف يُغلق الطريق إلى الإشتراكية في أوروبا مرة أُخرى لفترة كاملة غير مُحددة المُدة. طريق ضيق صعب ملِئ بالمخاطر … ولكنه طريق مُحتمل يجب تجربته. لأن البديل الوحيد للإشتراكية هو الهمجية.
ولهذا السبب، كان عدد “لايُستهان بهِ” من الناشطين الشيوعيين في أسبانيا ينظرون إلى الشيوعية الأوروبية باعتبارها مسؤولة عن كُلُ ما هو سيئ يحدث في الحزب. لقد كانت تجربة الشيوعية الأوروبية سبباً لِخيبة أمل كبيرة. لقد رأى الكثيرون فيها بديلاً مُمكناً للتجربة السوفيتية، ’حلاً تاريخياً قادِراً على التغلب على المُعضلات ويتجنب كوارث التاريخ السوفييتي‘. بدلاً من ذلك: تبيّنَ أن جميع نتائِجُها كانت يِمثابة العودة إلى الطُرُق المسدودة المألوفة. … لقد سقطت الشيوعية الأوروبية في ما يبدو أكثر فأكثر مثل نسخة من الدرجة الثانية من الديمقراطية الإجتماعية الغربية، مُخزية وتابعة في عِلاقاتها بالتقاليد الرئيسة، التي جاءت من الأُممية الثانية.
كانت بالنسبة لما كتبهُ في عام 1983، الفيلسوف الماركسي البولندي آدم سكاف Adam Schaff، أملاً وليس يقين … لم يتضح بعد ما إذا كانت تجربة الشيوعية الأوروبية سوف تنجح أم أنها سوف تتعرض للتدمير بِطريقة أو بأُخرى. ولكن المؤكد أن الإحتمال الأخير سوف يكون مأساة للحركة الشيوعية‘.وكما قال بتينو كراكسي Bettino Craxi رئيس الحزب الإشتراكي الإيطالي السابق في مُقابلة مع صحيفة لوموند Le Monde الفرنسية: ’من المؤكد أن الشيوعية الأوروبية أثارت إهتماماً كبيراً، ولكن مثل كلُ الآمال الكبيرة التي لم تتحقق، فإنها مُعرّضة لِخطر إثارة خيبة أمل كبيرة‘.
من أمل النجاح إلى الإعتراف بالفشل
من مُنتصف سبعينيات القرن الماضي واجهت الأحزاب الشيوعية الأوروبية صعوبات مُتزايدة التي اختبرت بِصرامة ستراتيجيتها الجديدة وحتى أنها هددت وحدتها الداخلية. وبالفعل، كانت النتائج التي حققتها، بعد مرحلة ’الصعود‘ الأولى كانت مُحبِطة، وأشارت إلى أنها لن تُتاحُ لها الفُرصة أبداً للوصول إلى السُلطة، أو حتى وضع نفسها كأحزاب مُعارَضة قادِرة على الحُكم. وبالنسبة إلى إيطاليا، أدى البحث الدائب المُستمر عن تحالُف مع الديمقراطيين المسيحيين إلى إستنفاد رأس المال الإنتخابي للحزب الشيوعي الإيطالي وإلى خيبة أمل نُشطائهِ.
وبدأ الحزب راكداً ومعزولاً، والأمر الأكثر إثارة للقلق أنهُ وقع في فخ سياسي جعل من المستحيل عليه الوصول إلى السُلطة. وفي فرنسا إنفصل الحزب الشيوعي عن إتحاد اليسار (في عام 1977)، وفي عام 1981 كان مُشارِكاً صغيراً في حكومة الرئيس ميتران Mitterrand، على الرغم من كونهِ في وضع تابع. وخلال هذهِ الفترة استمر في الخسارة السياسية أمام الإشتراكيين. وفي إسبانيا، بعد وفاة القائد فرانكو Franco، كان الحزب الشيوعي الأسباني كلهُ أمل أن يكون حزب المُعارضة الرئيس، ولكن بالرغم من الإشارة إلى إلتزامهِ بالمَلَكية وتقديم العديد من التنازُلات المؤلِمة الأخرى، فقد تم تهميش الحزب وتجاهُله لِصالح الحزب الإشتراكي. وقد أدى إنهياره الإنتخابي، إلى جانب إنقسامتهِ الداخلية، إلى مزيد من تراجع نفوذهُ وتأثيره. وبهذا الفشل في السياسات والإستراتيجيات للشيوعية الأوروبية، أصبح الشيوعيون الإسبان والفرنسيون والإيطاليون مُهمشين بشكل مُتزايد (وتم تهميشهم) كقوى سياسية.
لم يدوم مشروع الشيوعية الأوروبية لفترة طويلة، فبعد ذروتهِ بين عامي 1976 و 1978، وصل إلى نهايتهِ تدريجياً. وكانت آخر الأنشطة العامة للشيوعية الأوروبية عِبارة عن سِلسلة من الإجتماعات الثُنائية ذات الأهمية الضئيلة. كان الحزب الشيوعي الفرنسي هو أول من ’تخلى عن مُهمتهِ‘؛ بينما أستمر الحزب الشيوعي الإيطالي والحزب الشيوعي الأسباني لفترة أطول، ولكنهما لم ينجحا أيضاً لأسباب مُختَلِفة. وظل الحزب الشيوعي الإيطالي هو الحزب البديل الرئيس للحكومة، ولكن بمجرد أن تلاشى الحماس الأولي لِنهجهِ، أُعتُبِرَ غير قادر على الوصول إلى السُلطة؛ في حين تحول الحزب الشيوعي الإسباني بسرعة إلى حزب أقلية، مُنقسماً إلى إنقسامات داخلية مُعادية، بين جزء من المجموعة الرائدة التي روجت لتجديد الشيوعية الأوروبية وجزء آخر أكثر ميلاً نحو العودة إلى الماضي، نحو مواقف مؤيدة للسوفييت واللينينية.
يمكن اعتبار عام 1982 بمثابة العام الذي شَهِد نهاية الشيوعية الأوروبية. وبحلول ذلك العام، كان الحزب الشيوعي الفرنسي قد رفض عَلَناً مُشاركتهُ في المشروع، وكانت مجموعته القيادية تُفضّل العودة إلى تأييد السوفييت دون شروط؛ وكانت عودة الحزب إلى العقيدة التقليدية واليقينيات القديمة بمثابة نهاية الشيوعية الأوروبية الفرنسية. وفي إيطاليا، أدى إغتيال زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي ألدو مورو Aldo Moro في عام 1978 إلى إستحالة تشكيل الحكومة الأئتلافية التي تصورها زعيم الحزب الشيوعي الإيطالي بيرلينغور Berlinguer، وهو ما ترك الحزب الشيوعي الإيطالي بدون استراتيجية سياسية ذات مِصداقية.
بعد هذا استمرت الشيوعية الأوروبية في إيطاليا لفترة قصيرة، ولكنها بدأت تتجه نحو إتجاه مُختلف، وتقترب من موقف أحد ’أعدائها‘، الديمقراطية الإجتماعية. لقد كان الحزب الشيوعي الإسباني هو الذي وصل إلى النهاية الكارثية – لقد تفكك إلى حد الإنهيار: ’لقد ظهرت على السطح نُقاط الضُعف والتناقُضات المرتبِطة بتطور الشيوعية الأوروبية حتى تلك النقطة. وكانت النتيجة إنقسام الحزب إلى ثلاث مجموعات صغيرة والتي يمكننا أن نُسميها بشكل تخطيطي بِأنها أرثوثكسية – تقليدية، الشيوعيون الأوروبيون القُدامى، والشيوعيون الأوروبيون المُجدِدون‘.
مَثّلت المُعسكرات الثلاثة التوتر بين هؤلاء الذين يؤيدون العودة – من الناحية الأيديولوجية – إلى الماضي، وأولئك الذي يفضلون السير إلى الأمام بتروٍ وحذر، وأولئك الذين يُفضلون إحياء المشروع الذي في تلك اللحظة التاريخية قد تضرر بِشدة. وأخيراً قدم سانتياغو كاريلو Santiago Carrillo زعيم الحزب إستقالته في صيف عام 1982، وفي تشرين الأول/أكتوبر في نفس العام عانى الحزب من هزيمة إنتخابية كارثية حيث خسر مليون صوت إنتخابي، ولم يدخل البرلمان إلا 4 من مرشحيه. وبعد هذهِ الكارثة غير المُخففة، قرر الحزب ترك الشيوعية الأوروبية والبدء بمرحلة جديدة.
لقد كان الأمل في نجاح مشروع الشيوعية الأوروبية قصير الأجل لعدد من الأسباب، بما في ذلك الإفتقار إلى رؤية مُشتركة بين زُعماء الأحزاب الشيوعية الأوروبية الثلاثة الرئيسة وعجزهم عن تحويل الطموحات المُشتركة إلى ’مشروع سياسي‘. ولقد كانت هناك العديد من الإنتقادات – بل أن البعض زعم أن ’الشيوعية الأوروبية لم تُسفِر في المُمارسة العملية عن أي نتائج مُهِمة‘.
بعد تجربة الشيوعية الأوروبية، شَهِدت البُلدان الثلاثة، ولو مع بعض الإختلافات البسيطة في الإطار الزمني، ’إنهيار‘ نوع مُعيّن من الثقافة اليسارية، ونوع مُعيّن من الماركسية. لقد كان لِنهاية الشيوعية الأوروبية عواقب مُهمة داخل كُل حزب، حيثُ أدت إلى تفاقم الإنقسامات الداخلية وإثارة مواجهات جديدة. ويمكن القول إن فشل الشيوعية الأوروبية كان يعني أزمة الأحزاب الشيوعية في إيطاليا وأسبانيا وفرنسا: أزمة هوية أدت إلى التشكيك في مُصداقية وجود هذهِ الأحزاب. لقد أدى فشل الشيوعية الأوروبية إلى تفاقم الأزمة الطويلة الأمد في اليسار، مما أدى إلى جدل داخل اليسار في جميع أنحاء العالم.
في السياق الدولي الصعب الذي عملت فيه، كان أمام الأحزاب الشيوعية الأوروبية عدد من الخيارت والمسارات المُختلفة. كان بوسعها أن تدفع الإنفصال عن الكُتلة السوفييتية إلى نقطة الإنهيار، من خلال ترسيخ مُثلث روما – مدريد – باريس كقُطبٌ رابع بديل إلى جانب مُثلث موسكو – بكين – وبلغراد. ولكن من أجل إتخاذ هذا المسار وتحقيق هذا الإنفِصال الجديد داخل الحركة الشيوعية، كان لا بُد من توفير الإستعداد والشجاعة (من جانب الكتلة السوفييتية والقُطب الشيوعي الأوروبي)؛ ينبغي على الأحزاب الشيوعية الأوروبية أن تجد القوة اللازمة للإنفصال عن نموذج تعرض للإنتقد والتخلي عنة، ولكن جميع الأحزاب لاتزال تعتمد عليه بطريقة أو بِأُخرى. ولكن هذا لم يحدث. لم يكن هناك قطيعة:
إن الشيوعية ألأوروبية ليست عملية تمايز داخل الحركة الشيوعية الدولية، وهي في حد ذاتها لاتُغيّر ترتيب المُعسكرات والقوى على نِطاق دولي. وفي حين إن الإنقسام الصيني السوفيتي أحدث ثورة جذرية وحاسِمة حتى الآن، فإن الشيوعية الأوروبية لا يحدث لها شيء مُماثل. فليس كلُ ’اختلاف‘ لهُ نفس القيمة والتأثير.